منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 11 - 2022, 05:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056


مزمور 49 -  قصور الغنى والكرامة

قصور الغنى والكرامة:

يبدأ هذا القسم بسؤال يقدمه الأبرار الذين يعانون الآلام من الأشرار الأغنياء ظلمًا:
"لماذا أتخوف في اليوم الشرير؟!
إثم عقبي يحيط بي" [5].
لماذا أُعطي لنفسي مجالًا للتخوف والدخول في حالة من الإحباط عندما تحل كارثة، عندما يحاصر شرير غني صاحب سلطان ليطرحني أرضًا؟!
نُجيب على هذا القول بإنه لا يوجد يوم شرير، لأن الأيام قد خلقها الله، وكل ما خلقه هو حسن جدًا وليس شريرًا...
يقول النبي إني إن سُئلت: لماذا تخاف؟ أجيب: لا أخاف شيئًا مما يُظن به أنه مخوف، لست أخاف من مرض أو فقر أو شدة أو أذية الناس، لكنني أخاف من الخطية فقط، هذه التي تحوّل اليوم الصالح إلى يوم شرير، إلى يوم عقوبة وعذاب. وذلك كما كتب السائح في الفصل الثاني من رسالته إلى أهل رومية: "ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا..." (رو 2: 5).
أما أوريجانوس فيقول: [إنه "إثم العقب" هو معصية آدم التي بسبب مخالفته أخذت الحية سلطانًا أن تسحق عقبه].

- وأيضًا إثم العقب الذي يُخاف منه هو يوم الجزاء، وهي الخطية التي تُمارس في عقب عمر الإنسان (أي في نهاية حياته دون توبة).
- وأيضًا عقب ربنا يسوع المسيح هو يهوذا مسلمه، لأنه كان دائمًا يرصد خطواته (عقبه). فيقول ربنا إنني لا أخاف يوم الصلب الذي أعده لي الأسرار باغتيال ومكر.
الأب أنثيموس أسقف أورشليم
لنخف لا من الناس ولا من الأحداث بل من السقوط في الخطية أو من إثم العقب أي الانحراف عن السير في طريق وصايا الرب، هذا ما يرعبنا، إذ يحوّل زماننا إلى أيامٍ شريرة، ويحول يوم الرب العظيم من يوم عُرس أبدي إلى يوم دينونة رهيبة.
- إذا ما تخلص من "إثم عقبه" وسار في طرق الرب لا يأتي إلى اليوم الشرير... ولا يكون اليوم الأخير بالنسبة له يومًا شريرًا...
الآن إذ هم يعيشون ليحذّروا لأنفسهم، لينتزعوا الإثم عن عقبهم... وليسيروا في ذلك "الطريق" الذي قال عنه نفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة"، وعندئذ لا يخافون اليوم الشرير، لأن ذاك الذي صار "الطريق" يهبهم أمانًا. ولهذا يلزمهم أن يتجنبوا إثم عقبهم.
القديس أغسطينوس
ولعل أخطر الآثام التي يجب أن نتجنبها هي محبة المال التي هي أصل كل الشرور (1 تي 6: 10)، فإن من يحب المال يقيم منه إلهًا يتعبد له. ليس المال في ذاته بل محبته أو الاتكال عليه يحكم حياتنا، لهذا يكمل المرتل حديثه هكذا:
"المتكلون على قوَّتهم، وبكثرة غناهم يفتخرون" [6].
مهما بلغ الغنى قد يتركنا يومًا ما كما حدث مع أيوب البار، فلا ينفعنا في وقت الضيق. فمن الأفضل لك أن تكون فقيرًا وتتكل على الله، وتقبله نصيبًا وميراثًا لك، عن أن تكون غنيًا وتعبد المال. فالإنسان الأول لن يسقط من السماء، والثاني لن يدخلها ما لم يتب. محبة المال قد تدفع الإنسان إلى الكبرياء والأنانية والظلم والعنف، وهكذا تسلمه من خطية إلى خطية ليصير ألعوبة الأفكار والتصرفات الشريرة.
- إن لم تصنعوا من مالكم رحمة في هذا العمر، فإن المال لن يذهب معكم إلى الآخرة، ولا ينفعكم في اليوم الشرير، أعني يوم الجزاء.
الأب أنثيموس أسقف أورشليم
- ليتنا لا نتكل على فضائلنا (قوّتنا)؛ ليتنا لا نفتخر بوفرة ثروتنا، وإنما نفتخر بذاك الذي وعدنا، الذي باتضاعه ارتفع، مهددًا بإدانة المتكبرين؛ بهذا لا يُحاصرنا إثم عقبنا.
القديس أغسطينوس
- أي شيء من كل هذه الأمور يبدو لك مرغوب فيه جدًا وتُحسد عليه؟ تقول بلا شك: السلطة والغنى والشهرة. ومع هذا أي شيء أكثر بؤسًا من هذه الأمور إن قورنت بحرية المسيحيين؟! فقد يخضع الوالي لغضب الرعاع ودوافع الجموع بغير تعقل والخوف ممن هم في مناصب أرقع، والقلق على من هم خاضعين له، ومن كان حاكمًا بالأمس يصير مواطنًا عاديًا اليوم. فإن الحياة الحاضرة لا تختلف في شيء عن خشبة مسرح، بل هي كذلك. إنسان يحتل مركز ملك، وآخر قائد وثالث جندي، ويأتي المساء فلا يكون الملك ملكًا، ولا الوالي واليًا، ولا القائد قائدًا. في ذلك اليوم ينال كل إنسان مكافأته التي يستحقها ليس حسب دوره الخارجي الذي قام به بل حسب أعماله. حسنًا! هل المجد هو أثمن شيء، هذا الذي يزول مثل العشب؟ أم الغنى الذي لا يهب مالكيه سعادة؟ إذ نقرأ: "ويل لكم أيها الأغنياء" (لو 6: 24)، وأيضًا: "ويل لكم يا من تتكلون على قوّتكم وتفتخرون بوفرة غناكم".
القديس يوحنا الذهبي الفم
- يليق بنا ألا نضع رجاء خلاصنا في شيء آخر، وإنما فقط في أعمالنا البارة حسب نعمة الله... إن كان لنا ربوات الأسلاف المشهورين يلزمنا نحن أنفسنا أن نجاهد لكي نتفوق على سموهم، مدركين أننا لا ننتفع شيئًا من جهاد الآخرين كعون لنا في الدينونة العتيدة، بل بالحري يكون دينونة علينا أننا قد وُلدنا من أبوين بارين، وأمامنا أمثلة في البيت ولا نقتدي بمعلمينا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
إن كنا لا نتكل على مالنا وقوتنا في معالجة مشاكلنا الزمنية فبالأولى في خلاصنا الأبدي، فإنه لن يستطيع بشر ما ولا إمكانيات بشرية أن تفدينا من الموت أو تبررنا أمام الله القدوس، أو تدخل بنا إلى شركة الميراث الأبدي. يمكن للغنى أن يقتني بعض الممتلكات الزمنية أو ينال سلطانًا أو كرامة، لكنه لا يقدر أن يقتني الحياة الأبدية إلا بالإيمان الحيّ العامل بالمحبة. هذا ما يدفعنا إلى التطلع إلى المخلص الذي قدم حياته مبذولة عنا، مفتديًا إيانا لا بذهب أو فضة وإنما بدمه الثمين كحمل الله الذي بلا عيب.
"الأخ لن يفتدي الإنسان فداءً،
ولا يعطي الله استغفارًا عن ذاته،
وثمن خلاص نفسه" [7-8].
بمعنى إنه إن لم يتب الإنسان عن الخطية ويصنع أعمالًا مرضية لله لن يقدر أن يفتديه أخ أو أحد أخِصَّائه أو أقربائه، ولو كان فاضلًا، لأن كل أحد يُكافأ منفردًا حسب أعماله...
- لا يوجد شيء من أمور العالم تساوي قيمة النفس لكي تفديها.
إن قام "نوح ودانيال وأيوب فإنهم إنما يخلصون أنفسهم ببرهم يقول السيد الرب... إنهم لا يخلصون بنين ولا بنات" (حز 14: 14-16).
ولكن إن قلت يا هذا: ألست شفاعات القديسين نافعة؟ نقول إن شفاعتهم نافعة لكنها تحتاج إلى توبة المذنب وإلى تعب في هذا العمر حتى يمكن اقتناء الحياة الأبدية. وأما إنسان مثلنا خاطئ فلن يقدر أن يفدينا، ولا أن يستغفر الله عنا، سوى دم ربنا يسوع المسيح الإله المخلص.
الاب أنثيموس الأورشليمي
- يوجد بعض الناس يتكلمون على أصدقائهم، وآخرون على فضائلهم (قوّنهم)، وآخرون على غناهم. هذه هي عجرفة البشرية التي لا تتكل على الله... "الأخ لن يفتدي، فهل يخلص إنسان؟". هل تتوقع إنسانًا يفتديك من الغضب القادم؟!
القديس أغسطينوس
لا تتطلع إلى أخ لخلاصك بل إلى الإله المتأنس يسوع المسيح، فهو وحده قادر أن يُقدم فدية لله عنا جميعًا... دم ربنا يسوع المسيح المقدس والثمين جدًان الذي سفكه لأجلنا جميعًا...
- ليس لأنه سكن بيننا "في شبه جسد الخطية" (رو 8: 3)، تظن أن ربنا إنسان مجرد؛ وتفشل في ملاحظة قوة لاهوته. إنه لا يحتاج أن يُقدم لله فدية عن نفسه،... فإنه "لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه غش" (1 بط 2: 21).
القديس باسليوس الكبير
- الذي يُلقَى مرة هناك (في نهر النار) يبقى فيه إلى الأبد، ليس من يقدر أن ينقذه من عقوبته، سواء كان أبًا أو أمًا أو أخًا.
- يعلن حزقيال ما هو أكثر من هذا: "وإن كان نوح ودانيال وأيوب في وسطها فإنهم لا يخلصون بنين وبنات" (راجع حز 14: 16). فإنه يوجد دفاع واحد، وهو الأعمال (في الرب)، من يتجرد منها لا يخلص بأية وسيلة أخرى. إذ ننشغل بهذه الأمور ونتأمل فيها باستمرار نطهّر حياتنا ونجعلها بهية، فنرى الرب بدالة، وننال الوعد بالخيرات بنعمة ورأفات ربنا يسوع المسيح، الذي به ومعه المجد إلى أبد الأبد مع الآب والروح القدس. آمين.
- وكما قال أيضًا النبي معلنًا ذات الشيء: "الأخ لن يفتدي، فهل يُفتدى إنسان؟" كلى، حتى وإن كان موسى أو صموئيل أو إرميا. اسمع كمثال ما يقوله الله في هذا الأمر الأخير: "لا تُصلي لأجل هذا الشعب، فإنني لا أسمع لك". ولماذا تتعجب إنني لا أسمع لك، "وإن وقف موسى وصموئيل أمامي" (إر 15: 1) لا أقبل طلباتهم عن هؤلاء الناس. نعم، إن كان حزقيال يتوسل، يُقال له: "وإن وقف نوح ودنيال وأيوب فإنهم لا يخلّصون بنين وبنات". وإن توسل البطريرط إبراهيم لأجل المصابين بمرض مُستعصي شفائه ولا يمكن تغيرهم فإن الله يتركه ويذهب في طريقه (تك 18: 33)، حتى لا يقبل صرخته لأجلهم. مرة أخرى إن كان صموئيل يفعل ذلك، فيُقال له: "لا تنح على شاول" (راجع 1 صم 16: 1). وإن توسل أحد من أجل أخته وكان الأمر غير مناسب فسيسمع ذات الأجابة التي قيلت لموسى "ولو بصق أبوها بصقًا في وجهها" (عد 12: 14).
- دعى إبراهيم الإنسان الغنى "ابنًا" (لو 16: 25)، ومع ذلك لم يقدر أن يقوم بواجب أبٍ. ودعاه الغنى: "أبي"، ومع هذا لم يستطيع أن يستمتع بما ينتظره ابن من مشيئة أبيه الصالحة. حدث هذا ليُعلّمكم إنه لا يمكن للعلاقة الأسرية ولا للحب أو العاطفة أو لشيء آخر أن يُعين من خانته حياته هو .
- وأوضحنا بإسهاب إننا بحسب رآفات الله ومحبته يلزمنا أن يكون لنا رجاء الخلاص في أعمالنا البارة (بنعمة الله) دون حسبان لآبائنا وأجدادنا وآباء أجدادنا، أو أقربائنا وأصدقائنا وعائلاتنا وجيرانا، لأن "الأخ لا يفتدي، فهل يُفتدى إنسان؟"... لقد استجدت الخمس عذارى زيتًا من رفيقاتهن ولم يحصلن على شيء. فالإنسان الذي دفن وزنته في الأرض يبدي أعذارًا لكنه يُدان.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"تعب إلى الدهر، ويحيا إلى الانقضاء،
ولا يُعاين فسادًا،
إذا رأى الحكماء يموتون،
الجاهل والذي لا عقل له معًا يهلكون،
ويخلفون غناهم للغرباء،
وتصير قبورهم لهم مسكنًا إلى الأبد، ومحلًا لهم إلى جيل فجيل،
دعوا بأسمائهم على الأرض" [8-10].
ابتدأ النبي يعظ الفقراء والمتعبين ويحثهم على الجهاد، قائلًا: إن تعبكم في هذا العمر القصير يسبب لكم حياة أبدية في الدهر الآتي، وكما يقول بولس الرسولك "أنا تعبت أكثر منكم" (1 كو 15: 10)، "في الأتعاب أكثر" (2 كو 11: 23).
إن الذي فضَّل الحياة الشاقة المتعبة عن الواسعة الرغدة، واختار الطريق الضيق المحزن لأجل محبة المسيح فأنه لا يُبتلى بالعقوبات المعدَّة للمدَّعين حكمة هذا العالم هذه التي يدعوها الرسول حماقة. وأيضًا إذا ما رأى الفقراء الأغنياءَ والحكماءَ يموتون مثل الآخرين فلا يمقتون الفقر ولا يغمهم التعب الذي يُكابدونه في هذا العمر الحاضر...
الجاهل هو ذاك الذي يعيش حياة وثنية، والذي لا عقل له هو من استنار بشرائع اليهود ولم يعمل ما يرضي الله، فإذا بكليهما قد بادا وهلكا من جهلهما وحماقتهما، فصرنا نحن المؤمنين نمتلك غناهما. وإذ كانت أعمالهما مميتة وسمجة صار جسداهما اللذين هما مسكنا النفسين بمنزلة قبرين حاويين جيفة، وانتقلا من بيوت مزخرفة إلى القبور، يسكنان فيها إلى الأبد. وقد شبههما ربنا أيضًا بقبور ظاهرة جميلة، وداخلها مفعمة برمم الأموات وكل فساد...
إن ابن قايين هو أول من بنى مدينة ودعاها باسمه، وبعده دعا كثير من الملوك والولاة أسماءهم على ما اقتنوه من الأراضي. هنا يوبخهم النبي لأنهم لم يعتزموا أن يديموا ذكرهم بشيء روحي كما فعل رسل المسيح وسائر القديسين الذين أبَّدوا ذكرهم بفضائل، وجعلوا شهرتهم في أمور سماوية لا أرضية، كُتبت أسماؤهم على الأرض.
الأب انثيموس أسقف أورشليم
ماذا يعني هذا؟ إنه لا يفهم ما هو الموت، فعندما يرى إنسانًا حيكمًا يموت، يقول في نفسه: "هذا الزميل، كان بالنسبة للكل حكيمًا، يقطن مع الحكمة، ويعبد الله بتقوى، ألم يمت؟ لهذا فإني أمتّع نفسي مادمت حيًا لأنه لو كان الحكماء في أمور أخرى قادرين على عمل شيء ما ما كانوا يموتون". وذلك كما فعل اليهود عندما رأوا المسيح معلقًا على الصليب احتقروه، قائلين: "إن كان هذا ابن الله لينزل عن الصليب"، غير مدركين ما هو الموت...
ومن هو "غير الحكيم"؟ ذاك الذي لا يدرك في أية حالة شريرة هو.
القديس أغسطينوس
يقول الكتاب المقدس بالحق إن "أنفس الأبرار في يديْ الله، الموت لا يمسهم" (حك 3: 1). لأن موت القديسين هو رقاد وليس موتًا. لأنهم جاهدوا من أجل الأبدية، وإلى الأبد سيحيون. "عزيزي في عينيْ الرب موت قديسيه"؛ فماذا أثمن من أن نكون في يدّ الله؟ لأن الله هو الحياة والنور، والذين في يدّ الله يبيتون في حياة ونور.
الأب يوحنا الدمشقي
"الإنسان إذ كان في كرامة ولم يفهمها.
قيس بالبهائم التي لا معرفة لها، وشُبّه بها" [12].
من يظن أنه يستقر في هذا العالم ويبقى متلذذًا بمباهجه غبي وبلا فهم، ويُسحب كالحيوانات. لهذا يُشبّه الأنبياء الأشرار الملتصقون بالزمنيات بالذئاب أو الأسود أو الكلاب والثيران والحيات الخ، وذلك من جهة عدم تعقلهم. أما الأبرار والملتصقون بالسمويات فيُشبهون ببعض الطيور والحيوانات لا من جهة عدم فهمهم وإنما من جوانب أخرى، فتُشبه الكنيسة بالحمامة في طهارتها، والحمل في وداعته، بل وشُبه السيد المسيح بالحمل بكونه الذبيحة والفدية عن البشرية، والأسد الخارج من سبط يهوذا المدافع عن شعبه ضد إبليس وجنوده.
على أي الأحوال: "الإنسان إذ كان في كرامة ولم يفهمها". ماذا يعني: "إذ كان في كرامة". أي بخلقته على صورة الله ومثاله فضَّله على الحيوانات أم يخلق الله الإنسان ليس كما خلق الحيوان، إنما خلق الإنسان لكي يسود على الحيوانات...
والذي خُلق على صورة الله صار يُقارن بالحيوانات التي بلا إحساسات وصار مثلها، بينما قيل: "لا تكن كفرس أو بغل بلا فهم".
القديس أغسطينوس
- إن فعلنا غير هذا، غير مدركين إننا على صورة الله، وانشغلنا بأجسادنا أكثر مما بنفوسنا، أخشى أن يوبخنا الروح القدس بقوله بالنبي: "والإنسان في كل سموّه لم يثبت، إنه يشبه البهائم التي تُباد".
- إن كان رجل ملتصق بزوجته دون حدود... وينظر إلى زوجة آخر أو ابنته أو خادمة له أو لغيره - وهذه خطية خطيرة للغاية - فهو مغلوب من الشهوة البهيمية، ويصير كالبهائم ويفقد آدميته... إن كنتم لا تخشون أن تصيروا كالبهائم فعلى الأقل خافوا من أن تموتوا مثلها.
الأب قيصريوس أسقف آرل
وأيضًا إذ كان الإنسان في كرامة قد صار كالبهائم، مما يُشير إلى أنه بسبب خطئه الشخصي تشبه بالبهائم، إذ تمثل بحياتهم غير العاقلة...
هكذا سيُدان بعدل، فإنه إذ خُلق إنسانًا عاقلًا، فقد تعلقه الحقيقي الذي من الله، ليعيش بطريقة غير عاقلة، معارضًا برّ الله، مستسلمًا لكل روح أرضي، وخاضع لكل الشهوات وكما يقول النبي: "الإنسان إذ كان في كرامة ولم يفهمها، قيس بالبهائم التي بلا إحساس وتشبه بها".
القديس إيريناؤس
من جهة أخرى، هل ينفض (الإنسان) نير خالقه، ويتجاهل أوامره الإلهية، ومن ثم يُخضِع النفس للجسد، مفضلًا ملذات الجسد، غير مدركٍ لكرامته، ومن ثم يتشبه بالبهائم التي بلا حس؟! وبهذا يتعرض للموت والفساد، مما يُسبب له حالة إحباط...
الأب يوحنا الدمشقي
تنحني رؤوسهم نحو الأرض، ويتطلعون إلى بطونهم، ويسعون فقط من أجل خير بطونهم!
رأسك يا إنسان متجهة نحو السماء، وعيناك تنظران إلى أعلى! فحين تنحط بنفسك إلى أهواء الجسد، وتُستعبد لبطنك ولأعضائك السفلية، تتمثل بالحيوانات الدُّنيا غير العاقلة وتصير كواحدة منها.
إنكم مدعوون إلى اهتمامات أكثر شرفًا، فاطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس. ارفعوا نفوسكم إلى فوق الأرضيات... ثبتوا سيرتكم في السماء، في وطنكم الحقيقي، التي هي أورشليم السماوية، فإن رفقاءكم في الوطن هم الأبكار المكتوبون في السماء .
القديس باسيليوس الكبير
كرامة الطبيعة العاقلة تظهر في تمييز الخير من الشر، والذين يبددونها يشبهون بحق "الحيوانات العجماوات" التي لا عقل لها ولا تمييز.
بهذه القدرة على الإدراك يمكننا أن نجد طريقنا إلى الله. إنها المعرفة الطبيعية، وهي سابقة للإيمان وأصله. هي السبيل إلى الله.
مار إسحق السرياني
منذ أخطأ الإنسان الأول وعصى الله قيل: "صار الإنسان كالبهائم". فقد أعتبر حقًا من الكائنات غير العاقلة، لهذا شُبّه بالبهائم، إذ يقول الحكمة:"... صار الشهواني والزاني كبهيمة عجماء"، وكما أضيف: "أنه يصهل، أيا كان الذي يمتطيه". هذا معناه أن الإنسان لا يعود ينطق بعد، لأن الذي يمتطيه ضد العقل... إنه حيوان أعجم يخضع لشهوات قد امتطته.
القديس اكليمندس الإسكندري
امتطى (السيد) أتانًا (مر 11: 1-8، يو 12: 13) حتى يحّول النفس (التي صارت كما يقول النبي غير عاقل وشُبهت بالحيوانات العجماوات) إلى صورة الله، ويُخضعها للاهوته .
الأب دوروثيؤس من غزة
خلق إله الجميع الإنسان على الأرض بعقلٍ قادرٍ على الحكمة، وله قدرات للفهم، لكن الشيطان خدعه، على الرغم من أن (الإنسان) مخلوق على صورة الله، مفضلًا ألا تكون له معرفة خالقه وجابل الجميع. وقد تسبب (الشيطان) في انحطاط سكان الأرض إلى أدنى مرتبة من اللاعقلانية والجهل. وإذا يدرك الطوباوي داود هذا يبكي بمرارة، ويقول إن الإنسان الذي في كرامة لم يفهم ومن ثم شُبه بالبهائم التي بلا فهم.
القديس كيرلس الكبير
هذا ما فعلته بنا الشهوات البهيمية، لذا لاق بالإنسان - وقد أدرك ما انحط إليه فعجز عن معرفة أسرار الله - أن يقبل كلمة الله فيه، يقبل عمله الإلهي في حياته كما من خلال تلميذيه اللذين حلا الأتان والجحش (مت 21: 3)، يحلانه من رباطات الخطية بالروح القدس ويقدمانه كمركبة إلهية نارية تنطبق في حرية نحو أورشليم العليا (غل 4: 26).
يستمر المرتل في حزنه وأسفه على شقاء البشرية، فإنه إذ يعتمد البشر على غناهم ومالهم يسلكون هذا الطريق في حماقة وينحطون، يأتي الجيل التالي فلا يتعظ من سلفه بل يرتضي السلوك في ذات الاتجاه ويغبطونه. "هذا سبيلهم صار شكًا لهم، ومن بعد هذا بأفواههم يرتضون" [12].
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كان نصيب المسخرين الظالمين ليس الغنى والكرامة والسلطة
مزمور 119 | كل الذين يبتغون الغنى أو الشهوة
مزمور 49 - قصور الغنى
مزمور 49 - تفسير سفر المزامير - قصور الغنى
عندي الغنى والكرامة. قنية فاخرة وحظ (أم8: 18)


الساعة الآن 03:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024