رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عادَ فقال: "يا أَبَتِ، ذُبِحَ واحِدٌ مِن أُمَّتِنا وأُلْقِيَ في الساحَةِ مَذبوحًا" [3]. فوَثَبتُ قَبلَ أَن أَذوقَ شَيئًا، ورَفَعتُ الجُثَّةَ مِنَ السَّاحة ووَضَعتُها في غُرَفة معينة، إلى أن تَغيبَ الشَّمسُ [4]. ورَجَعتُ واغتَسَلتُ وتَناولتُ الخُبزَ حَزينًا [5]. فتذَكَرتُ نبوة عاموسُ حَيثُ قال: "ستُحوَّلُ أَعْيادُكم نَوحًا وجَميعُ أناشيدِكم رِثاءً"، فبَكَيتُ [6]. ولَمَّا غَرَبَتِ الشَّمسُ، ذَهَبتُ فحَفَرتُ قبرًا ودَفَنته [7]. وكانَ جيراني يضحكون قائلينَ: "إنه لم يَعُدْ يَخاف أن يُقتل بِسَبَبِ مِثلِ هذا الأمر، فهَرَب وهوذا يَعودُ إِلى دَفْنِ المَوتى" [8]. انطلق الابن الذي يحمل سمات أبيه من حبٍ لله والناس، وممارسة الرحمة. انطلق إلى الساحة فوجد قتيلاً من بني جنسه مات مخنوقًا. عوض البحث عن فقيرٍ يشترك مع الأسرة في مائدة العيد. عاد إلى أبيه ليخبره بما رآه. وثب الأب في الحال قبل أن يمد يده للطعام، وذهب إلى الساحة ورفع الجثة ووضعها في إحدى الغرف إلى أن تغيب الشمس. اغتسل وتطهر، لأنه يُحسَب كمن تدنس لأنه لمس ميتًا. جلس على المائدة وتناول الخبز وهو حزين. كان يفكر فيما تنبأ به عاموس أن الله يُحَوِّل الأعياد إلى نوحٍ، والأناشيد الخاصة بالعيد إلى مراثٍ. كانت دموعه تنهار حزنًا على بني قومه. تطلع جيرانه إليه وهو منطلق إلى الساحة ليهتم بالقتيل الذي كانت جثته مطروحة أرضًا، واندهشوا كيف لم يتعلَّم مما حدث له في أيام الملك السابق. |
|