مريم فقدمت أبنها حقيقةً للموت، لأنها كانت متأكدةً أن ذبيحة حيوة يسوع التي صنعتها في الهيكل حينئذٍ، قد كان يوماً ما لازماً أكتمالها فوق مذبح الصليب. فلهذا عندما قدمت هي حياة أبنها، فلأجل الحب الشديد المرتبطة هي به معه بنوعٍ فائق الوصف. قد ضحت حياتها هي أيضاً وذاتها بجملتها صحبة هذا الأبن الإلهي قرباناً لله. فاذا ما نحن تركنا جانباً التأملات والملاحظات الأخرى كلها، التي يمكننا أن نلاحظها متأملين في الأسرار المختصة بالعيد الحاضر، فلنأخذ بالتأمل في هذه القضية فقط، وهي كم كانت عظيمةً الضحية التي قدمت بها مريم البتول ذاتها لله، بتقدمتها لديه تعالى في مثل هذا اليوم حياة أبنها.