الويل اذاً لتلك النفس التي تسد عن ذاتها مجرى النعم هذا، بأهمالها مطلقاً الألتجاء الى مريم المجيدة. فسفر يهوديت (ص7ع6) يوضح لنا: أن أليفانا حينما كان يطوف البلد بالقرب من مدينة بيت فالو قد شاهد عين الماء الجاري الى المدينة من ناحية الجنوب، فأمر غلمانه بأن يقطعوا المجرى: فهذا الأمر نفسه يصنعه الشيطان حينما يريد أن يستولي على نفسٍ ما. وهو أنه يجتهد في أن يصيرها أن تهمل عبادتها لمريم الكلية القداسة. لأنه اذا ما قطع عن تلك النفس هذا المجرى فهي تفقد بسهولةٍ أشراق النور السماوي، ثم خوف الله المقدس، وأخيراً الخلاص الأبدي، فليقرأ النموذج الآتي إيراده ليعرف كم هو عظيم أشفاق قلب هذه الأم الإلهية، وكم هو وافر الخراب الروحي الذي يلم بمن يقطع عن ذاته هذه القناة الروحية بأهماله التعبد لوالدة الإله ملكة السماء والأرض.*