الشريعة الإنجيلية هي شريعة محبة، لأنها تحتوي على المشورات الإنجيلية التي غايتها اقصاء ما يمكنه ان يُعيق نمو المحبة كما يقول العلامة توما الاكويني. والمشورات الانجيلية تتضمن العفة في حياة العزوبة لأجل ملكوت الله، والفقر والطاعة، وهي معروضة على كل واحد من تلاميذ المسيح المدعو لتكريس حياته في كمال المحبة.
وأخيراً فإنَ شريعة الملكوت تتلخَّص في الوصية المزدوجة، التي تلزم الإنسان بأن يحب الله، وأن يحبّ القريب كنفسه "فأَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ. والثَّانِيَةُ هي: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ" (مرقس 12: 30-31). ويوكّد بولس الرسول أهمية المحبة الأخوية بقوله "لا يَكوَننَّ علَيكم لأَحَدٍ دَيْنٌ إلاَّ حُبُّ بَعضِكُم لِبَعْض، فمَن أَحَبَّ غَيرَه أَتَمَّ الشَّريعة، فإِنَّ الوَصايا الَّتي تَقول: (لا تَزْنِ، لا تَقتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشتَهِ) وسِواها مِنَ الوَصايا، مُجتَمِعةٌ في هذِه الكَلِمَة: (أَحبِبْ قَريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ). فالمَحبَّةُ لا تُنزِلُ بِالقَريبِ شرًّا، فالمَحبَّةُ إِذًا كَمالُ الشَّريعة" (رومة 13، 8-10).