رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هناك أربعة أوجه شبه على الأقل بين رفع موسى الحية في البرية وارتفاع السيد المسيح على الصليب. وجه الشبه الأول أن الحية النحاسية كانت على شبه الحية التي سبَّبت الموت. كذلك تجسَّد المسيح فيما يسمّيه الإنجيل »شِبْه جسد الخطية«. الخطية التي سبّبت الموت للعالم. جاء المسيح إلى عالمنا مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس. ويقول الإنجيل المقدس عنه: »فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الْأَوْلَادُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ« (عبرانيين 2:14). في كل شيء تجرب المسيح مثلنا. وهناك وجه شَبَه آخر، إن الحية التي رُفعت في البرية كانت خالية من السم لأنها كانت من نحاس، كذلك كان المسيح معصوماً من كل خطية لأنه من السماء. كل من عداه من رجال التوراة، والذين ورد ذكرهم في الإنجيل أخطأوا.. الجميع أخطأوا. واحد فقط كامل بدون عيب ولا خطأ، هو السيد المسيح (رومية 3:12). وهناك وجه شبه ثالث، لقد رُفعت الحية في البرية على مرأى من الناس، كذلك صُلب السيد المسيح على تلة الجلجثة، وهي أكمة مرتفعة، فرآه كثيرون من البشر. وكل عليل بالخطية يرفع عينيه إليه ينال الشفاء، إن هو آمن بكفارته ووضع ثقته فيه. ولقد وردت كلمة »رفع« في بشارة يوحنا ثلاث مرات (يوحنا 3:14، 8:28، 12:32) - في كل مرة منها تشير إلى الصليب والمجد الذي يليه. وفي هذه المرات الثلاث نطق بها السيد المسيح عن نفسه، فكان صليب المسيح رِفْعة له، يتمجّد به، ليراه كل خاطئ متعَب بخطاياه، وكل من لدغته أفعى الخطية، لينال الخلاص. أما وجه الشبه الرابع فهو أن النظر بالعين المادية كان واسطة الشفاء من لسعة الحية. والنظر الروحي بالإيمان للمسيح المصلوب هو واسطة الشفاء الروحي. وكل من ينظر إلى المسيح المصلوب من أجل خطاياه ينال غفران الخطية. أيها القارئ الكريم، ندعوك أن تنظر إلى المسيح المصلوب، لتنال غفران خطاياك. |
|