رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سيرة القديسة الشهيدة تكلا " اولي الشهيدات" هي تلميذة بولس الرسول ومثال البتولية والطهارة بين العذارى ونموذج الجهاد واحتمال الشدائد هي تلك الفتاة التي تألبت عليها قوى الجميم فلم تستطع أن تضعف إيمانها ولا أن تقل من ثباتها ولا أن تخمد نيران حبها للرب يسوع الفادي إلهها وعريسها....هي تلك الصبية التي شغفت بحب المعلم الالهى الذي بشرها به بولس فاحتملت من أجله صنوفا من الآلام تهلع من مجرد ذكرها قلوب الجبابرة!! وعلى الرغم من أنها لم يسفك دمها على اسم المسيح فقد خلعت الكنيسة عليها لقب ( أولى الشهيدات ) تقديرا لأتعابها والميتات التي احتملتها وأنقذها الرب منها. كانت تكلا من مدينة أيقونية - إحدى مدن إقليم غلاطية بآسيا الصغرى - من أشراف تلك المدينة بارعة الجمال كريمة الخلق ...كانت مخطوبة لأحد أشراف تلك المدينة عندما وصل إليها القديس بولس الرسول ( أع 13 : 51 ) فى رحلته التبشيرية الأولى بين عامي ( 45 - 50 م) ...ويرجح أن لقاءها بالقديس بولس تم فى أواخر الأربعينيات من القرن الأول... فى مدينة أيقونية بشر بولس اليهود والأمم بإنجيل الرب....سمعته تكلا فسحرها جمال تعليمه وعذوبة نير المسيح الذي يُبشر به فلازمته...ولما كانت نفسها كبيرة تواقة للكمال آمنت بالمسيح واعتمدت ونذرت بتوليتها للرب وكان ذلك سببا فى هجرها لخطيبها... ولما كان إيمان تكلا قلبيا فقد طرحت عنها الزينة الخارجية وبالجملة فقد تبدلت حياتها...ولاحظت أمها هذا التغيير فى سلوكها ومظهرها فلما فاتحتها فى أمر إتمام زواجها رأت منها اعتراضا وإحجاما فألح خطيبها فى طلبها فرفضته. وباحت لأمها بسرها وقالت لها إنها أصبحت مسيحية وأنها نذرت للرب يسوع بتوليتها...ثارت أمها وكادت تجن غيظا حاولت إقناعها والتوسل إليها فاصطدمت بثبات عجيب وإرادة صلبة فطار رشدها ورأت فى رفض ابنتها لعريسها مساسا بكرامتها فآثرت موت تلك الابنة على أن تتعرض لاحتقار الناس بحسب ما كان مألوفا فى ذلك الوقت... لجأت الأم إلى حاكم المدينة تستعين به فاستحضر تكلا وأخذ يقنعها بترك تلك الخرافات المسيحية والعودة إلى الآلهة وإلى عريسها فذهب كلامه أدراج الرياح هددها بحرقها حية فلم تعبأ بتهديده. فأمر بإضرام نار حامية وبطرحها فيها فتهللت لقرب اتحادها بعريس نفسها ولم تنتظر حتى يقيدوها ويطرحوها فى تلك النيران بل ركضت هي إليها وألقت بنفسها فيها وهى تصلى إلى الله أن يقويها ويستقبل روحها لكن الرب يسوع عريسها كان قد دبر لها طريقا أخرى غير طريق الاستشهاد العاجل كان يريد أن يُظهر فيها مجده وقدرته وعمل نعمته حتى ما تصبح مثالا رائعا للأجيال المقبلة من العذارى البتولات ومن الشهيدات البطلات. فما أن دخلت تكلا النيران حتى أرسل الله مطرا غزيرا كاد يتحول إلى طوفان فولى الناس هاربين وانطفأت النيران وخرجت البتول سالمة ولم يحترق خيط من ثيابها!! وبإلهام إلهي تركت مدينتها هاربة وذهبت تسعى وراء بولس الرسول لتلحق به وتلازمه وتنال بركه مشاركته أتعابه فى الكرازة...صحبها القديس بولس إلى مدينة انطاكيةوهناك تركها لتخدم بين النساء الوثنيات…. وفى إنطاكية فتن بجمالها أحد وجهائها الطائشين ... وإذ رآها معرضة عنه انقض عليها ذات مرة وأراد اختطافها وإذلالها !! لكنها افلتت من بين يديه. وكان ذلك سببا فى أن يشي بها إلى الوالي الذي حكم بطرحها للوحوش ...فألقيت عارية للوحوش ثلاث مرات على ثلاثة أيام متوالية لكن الوحوش لم تقربها على. مختلف أنواعها ..حار الحاكم فى أمر تلك الفتاة العجيبة وأراد أن يتخلص منها فألقاها فى جب ملئ بالأفاعي السامة فلم تؤذها........ استدعاها الوالي وسألها : من أنت ومن هو شيطانك حتى لا يقدر أحد عليك. فأجابته تكلا فى وداعة : أنا تكلا عبدة يسوع المسيح ابن الله الحي وهو وحده الطريق والحق والحياة وخلاص النفوس .. وهو الذي أنقذني من الوحوش ومن الموت وهو الذي يحفظني بنعمته لكي لا أعثر وهنا أمر الوالي بإطلاق سراحها . اتصلت بالقديس بولس وبعد ان شجعها وتعزت بإيمانه ذهبت إلى إيقونية مسقط رأسها لتبشر مواطنيها بالإيمان الحقيقي الحي .... لكن إقامتها فى ايقونية لم تطل لأن والدتها ظلت مصرة على عنادها مدفوعة بكبريائها ولم تشأ أن تؤمن على يديها بالمسيح فتركت تكلا ايقونية وعادت إلى سوريا لمتابعة رسالتها وهناك آمن على يديها شعب غفير من المنغمسين فى جهلهم وغرورهم وشرورهم!! وفى أواخر حياتها عكفت على حياة الخلوة والتأمل والنسك .. ووهبها الرب موهبة الشفاء حتى أن كثيرين كانوا يتقاطرون إليها طالبين البرء من أمراضهم ...وكم من مرة حاول بعض الأشرار الإساءة إلى طهارتها وكان الرب ينقذها من أيديهم بمعجزة..وأخيرا رقدت فى الرب وهى فى سن التسعين ودفنت فى سلوكية ميناء أنطا كية ...أما الآن فهي فى الفردوس - السماء الثالثة - حيث معلمها بولس الرسول وقد أفاض آباء الكنيسة الأوائل فى مديح هذه القديسة البتول منهم باسليوس الكبير وغريغوريوس الثاؤلوغوس ويوحنا ذهبي الفم وامبروسيوس وايرونيموس ( جيروم ) وايسيذوروس الفرمى وساديرس الانطاكى...كتب القديس ايسيذوروس الفرمى إلى راهبات أحد الأديرة يقول : ( من بعد يهوديت وسوسنة العفيفة وابنة يفتاح لا يحق لأحد أن ينسب الضعف إلى جنس النساء بالإكثر عندما نرى تكلا - تلك البطلة المتقدمة بين البطلات من البنات البتول الذائعة الصيت فى الدنيا كلها عندما نراها حاملة علم الطهارة والبراءة عاليا. وقد فازت فوزا باهرا فى معارك شديدة على الشهوة والرذيلة نوقن ان قلوب النساء يمكنها أن تكون جبارة ) !! |
|