الطهارة متطلب اجتماعي
يدعي الشبان الشهوانيون أن الناس تقبل الإباحي وتقدره وتعتبره شخصية قادرة على التكيف مع المجتمع، وهذا ادعاء باطل لأنه على قدر ما تمتدح "الشلة" الشاب الإباحي إلا أنهم في أعماقهم لا يحترمونه، ويفضلون الشخص المؤدب الذي على خلق كريم. والناس لا تثق في المستهتر والإباحي، بل تخاف منه وتراقبه ولا تطمئن على أعراض الناس منه، لأنه ذئب مفترس اعتاد الانقضاض لأجل طغيان الشهوة.
فالعفة متطلب اجتماعي على قدر ما هي متطلب روحي ونفسي وإنساني. وفي مجال الأسرة لا يثق الوالدان إلا في الشاب الطاهر؛ لأنه إذ قد غلب ذاته، يقدِر أن يبذل نفسه لأجل الآخرين، بعكس الشهواني الذي تجده أنانياً لا يسعى إلا لمصلحته الخاصة فقط. وفي مجال الحياة الدراسية تعطي الطهارة نقاءً للفكر وصفاء للذهن وتركيزاً للذاكرة وهذه أسلحة هامة في التحصيل العلمي والتفوق الدراسي.
ولكن ليس معنى هذا عن كل الشهوانيين يرسبون وكل الأطهار يتفوقون علمياً، لأن هناك عوامل أخرى تتدخل في التحصيل والدراسة العلمية، منها الذكاء الوراثي والقدرات العقلية ومدى قابلية الشاب لنوع الدراسة التي تخصص فيها (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).
صفوة القول أن حياة الطهارة والتعفف الجنسي التزام مسيحي وانسجام واتساق للأجهزة النفسية وحماية وصون لصحة الأبدان، ثم هي أيضاً متطلب اجتماعي على أعلى مستوى...
العالم اليوم يحتاج إلي القدوة العملية... الناس متعطشة أن ترى شباباً أطهاراً في وسط جيل ملتو ومعوج، وفي زمان أيام شريرة تقترب سماتها من أواخر الدهور.