وأَعْفِنا مِن خَطايانا فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضاً كُلَّ مَن لنا عليه ولا تَترُكنا نَتَعرَّضُ لِلَّتجرِبَة.
غفران الله لنا هي علامة أننا قمنا بالشرط الذي لا بدَّ منه لغفران خطايانا. ولا يمكن الإنسان أن يغفر كما يغفر الله، لأنه عندما يغفر الله ينزع جرم الخطيئة من قلب الإنسان، وأمَّا الإنسان فمغفرته بان لا يبغض المسيء إليه ولا يطلب الانتقام منه، بل يرغب في خيره. فالمغفرة هو أسلوب جديد لمواجهة الشر. باختصار، طلبتنا للعفو مِن خَطايانا لن تستجاب إلا إذا لبَّينا المطلب الثاني وهو "فإِنَّنا نُعْفي نَحنُ أَيضاً كُلَّ مَن لنا عليه". فالمحبة لا يمكن تقسيمها " إِذا قالَ أَحَد: ((إِنِّي أُحِبُّ الله)) وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه"(1 يوحنا 4: 20).