بعد أن تعرَّف التلاميذ على يسوع وآمنوا أنه المسيح القائم من الموت، أرسلهم المسيح للتبشير في أنحاء العالم. وهذه الرسالة ليست اقل من رسالة الابن الذي أرسله الآب إلى العالم ليُخلصه " كما أَرسَلَني الآب أُرسِلُكم أَنا أَيضاً" (يوحنا 20: 21). ويُعلق أحد المفسّرين: لا يوجد إلاَّ رسالة واحدة من السماء إلى الأرض، وهي رسالة يسوع. ورسالة التلاميذ تقع في مضمون رسالة يسوع وتكمّلها". فهناك ربط بين ظهور يسوع القائم من الموت وبين إرسال التلاميذ لتبشير العالم " اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس" (متى 28: 19). فكيف يكون القيام بهذه المهمة التي تفوق القدرة البشرية بدون مبدا داخلي، وهو الروح القدس؟ لذلك أعطى يسوع تلاميذه الروح القدس بالنفخ "ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس" (يوحنا 20: 22) مُحقِّقا نبوءة حزقيال (36: 25-27) إذ كان الروح القدس مبدأ الحياة لخلق جديد لشعب الله الجديد، وبذلك أصبح الفصح نقطة انطلاق لعالم جديد.