منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 04 - 2022, 02:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,443

ديماس ومحبة العالم الفانية







ديماس ومحبة العالم الفانية


"ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي"

(2 تي 10:4)




إن محبة العالم هي الخطر الداهم الذي حطَّم خدمة ديماس. وليس المقصود طبعًا هو محبة العالم الطبيعي مثلاً. فهوذا سيدنا ـ تبارك اسمه ـ يقدم الطبيعة كتابًا مفتوحًا نتعلَّم منه. وكم من مرة وجَّه تلاميذه في تصوير بديع بأمثال كثيرة إلى الطبيعة مُعلمًا. هل تضيع من ذاكرتنا كلماته، تبارك اسمه «تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم: إنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدةٍ منها» ( مت 6: 28 ، 29)، فقد كان سيدنا يرى في الزنبقة والعصفور دليلاً على عناية الله الحانية بمخلوقاته جميعها. فلا ضير من الإعجاب بأعمال الطبيعة لأنها عمل يدي الله.

ولا الخطر يمتد إلى محبة الناس الذين في العالم، فهوذا سيدنا يبين لنا مبلغ محبة الله للعالم «حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 ).

لكن الخطية هي محبة العالم الذي يقوده الشيطان، والقياسات العالمية التي هي من ابتكار الإنسان مدفوعًا بإيحاء الشيطان، وبهذا المعنى علَّمنا سيدنا أن الشيطان هو رئيس هذا العالم، وأنه إله هذا الدهر، كما يقول بولس. نعم، هذا العالم الحاضر، الواقع تحت سلطان إبليس، هو الذي أبغض المسيح وصلبه، ولا يزال يوصد قلبه في وجه الرب. والجزء الديني منه هو الذي فعل ذلك، وفعله باسم الرب. والعالم بهذا الوصف يتألف من الأذكياء. وغالبًا ما نراه جذابًا فاتنًا، بل ومتدينًا. ونرى خدامه يغيِّرون شكلهم إلى شبه ملائكة نور، غير أن الجهاز العالمي كله قائم أساسًا على الأنانية وإشباع الذات.

ولو أنك فكرت لحظة في حياة العالم، في القوى المتصارعة هناك، في القواعد التي يقوم عليها النظام، ترى أنه في أدق المسائل وفي أشدها خطرًا لا تتأسس على مبادئ إلهية. فمحبة الذات وليس إنكار الذات هي القاعدة العامة. لا ريب أننا نشاهد أيدي الإحسان تمتد هنا وهناك لإغاثة مَن حطمهم العالم في أوحال الزحام المسعور ركضًا وراء الأطماع والملذات، قد يكون هنالك قدر كبير من اللطف والمشاعر السليمة في العالم، على أننا إذا دققنا النظر، نتبين أن تلك الأيدي التي تمتد بالإحسان، إنما يبغي أصحابها المجد والصيت. وهذا هو العالم الذي أحبه ديماس. .

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العالم الذي أحبه ديماس هو «العالم الحاضر»
ديماس ومحبة العالم
لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر
ديماس ومحبة العالم الغالبة
ديماس قد تركنى اذ أحب العالم الحاضر


الساعة الآن 07:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025