رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فخافوا خَوفاً شَديداً وقالَ بَعضُهُم لِبَعْض: مَن تُرى هذا حتَّى تُطيعَه الرِّيحُ والبحر؟ "مَن تُرى هذا حتَّى تُطيعَه الرِّيحُ" فتشير الى اكتشاف التلاميذ في المسيح قوّة تسيطر على البحر الهائج، رمز القوى المعارضة لله، ولكنَّهم ظلّوا على مستوى التساؤل: من هذا إذن؟ إنه احساس التلاميذ بحضور ابن الله وقدرته؛ انها شهادة بلاهوت المسيح. وهذا يُشبه هتاف او إعلان قائد المئة الذي أورده مرقس في نهاية انجيله إذ قال " كان هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً!"(مرقس 15: 39)، حيث ان السيطرة على البحر هي من خصائص سلطان الله، كما جاء في ترنيم صاحب المزامير "مُتَسَلِّطٌ أَنتَ على طُغْيانِ البِحار وأَنتَ تُسَكِّنُ أَمْواجَها عِندَ اْرتفاعِها" (مزمور89: 10)؛ وهذا يعني ان يسوع له سلطان الله. ويُعلق القديس أوغسطينوس بقوله "استطاع الناس ان يشكُّوا بقدرته، لا بضعفه". حيث أن في ضعفه كابن الانسان تظهر قوته كابن الله. بهذه الخبرة صار لنا أن نحمل المسيح فينا، فنحمل عمله وسلطانه، لا لننتهر البحر والريح، وإنما لنحيا فوق رياح العالم ونغلب عواصف التجارب وكل مخاوفها. ويعلق القديس ايرونيموس إميلياني "إِذا أَنتم بقِيتُم ثابتينَ في الإِيمانِ أَمامَ التَّجارِب، سوفَ يَمنحُكُم الرَّبُّ سلامًا وراحةً إلى حينٍ في هذا الدَّهْرِ، وإِلى الأَبَدِ في العالَمِ الآخَر". لذلك علينا ألاَّ نسأل بل أن نضع ثقتنا في يسوع. وبعد أن نكتشف من هو يسوع نسير معه في سرّ الثقة الكاملة بالله. إنَّ الرب في وسطنا يعطينا ذات الرسالة المطمئنة: "أَنا هو: لا تَخافوا! (يوحنا 6: 20) "تُعانونَ الشِدَّةَ في العالَم ولكن ثِقوا إِنِّي قد غَلَبتُ العالَم " (يوحنا 16: 33). الأب لويس حزبون - فلسطين |
|