الشعور بالوحدة والعزلة
للأب القمص أفرايم الأورشليمى
أسباب الشعور بالعزلة وطرق العلاج
- أتصل بى انسان عزيز لدي كنت أظن انه من السعداء فى الحياة ، متزوج وفى مركز أجتماعى يحسده عليه الكثيرون ، ولديه ابناء كبار ولكنه يشكو من الشعور بالوحدة ، وتحدثنا معاً عن السعادة فى الحياة وكيف نحصل عليها فى عالم يتسم بالمادية والأنانية .هو يشتكى ان لأبنائه اهتماماتهم الخاصة بعيداً عنه ويريدونه بنك للنفقات، وزوجته لا تشعر به ولا تحس بمتاعبه ، ويعانى من مصلحية الاصدقاء . ويبحث عن السعادة ولا يجدها ،و يعاني الشعور بالعزلة والأغتراب ، وفى نفس اليوم تكلمت معي فتاه تعانى الوحدة وعدم فهم وتقدير الاهل لمشاعرها الرقيقة . مما دفعنى الى كتابة هذا المقال عسي ان أكون وفقت فى طرحه وبحث أسباب الشعور بالوحدة والعزلة ومعالجتها لتتحول وحدتنا الى غني وتتبدل مشاعر العزلة الى مشاعر السعادة بالوجود مع الله والدفء الروحى والأحساس بمحبة الخير والغير، ويتبدل حزننا الى فرح . ونجد ان ملكوت الله داخل أعماقنا ويعمل روح الله القدوس معنا موحدأ ايانا كجماعة مؤمنه تحيا فى أتحاد روحى ، نتبادل البسمة والدمعه ، ويكون لنا أحساس الجسد الواحد بالأعضاء الكثيرين فيه .
- قد يكون من اصعب المشاعر التى يمر بها الانسان . ان يعانى الأحساس بالحرمان والوحدة والعزلة ،انها من المشاعر التى قد تدفع الانسان الى الحزن والكآبة والقلق وعدم السلام كما عبر عنها داود النبى { لماذا انت منحنية يا نفسي و لماذا تئنين في } مز 43 : 5) { في يوم ضيقي التمست الرب يدي في الليل انبسطت و لم تخدر ابت نفسي التعزية} (مز 77 : 2) . قد يكون لك أصدقاء كثيرين ، أو مركز مرموق وتشعر بالعزلة ، او لديك المال والحياة الاسرية ولكن تعيش المعاناة والترك والعزلة ، قد نعيش الاغتراب ونحن بين الناس لان لكل واحد أهتماماته ومشاعره التى لا يقدرها الإخرين ، بل قد يهزء بها البعض . ان شعورنا بالقبول والمحبة والتفهم ، وان هناك من يحس بك ويسمعك ويقدرك ويريد سعادتك ، وان تحس انك محباً ومحبوباً يقضى على كل المشاعر السلبية التى يعاني منها البعض ، وقد يصل الأمربالذى يشعر بالعزلة الى طلب الموت كراحة ولا يجدوه لفرط الآلم والحزن ! .