رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلام سمعان الرجل البار وباركهما سمعان (أي بارك يوسف ومريم)، وقال لمريم أمه: ها إن هذا قد وُضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، ولعلامة تُقاوم، وأنتِ أيضًا يجوز في نفسك سيفٌ ( لو 2: 34 ، 35) لقد قاد الله خادمه وعبده سمعان ليُعِد مريم لِما كانت مزمعة أن تقاسيه في المستقبل القريب والبعيد من آلام. تفكّر في آلامها عندما عرفت بعزم هيرودس على قتل ابنها، وعند اضطرارها للهرب بابنها إلى مصر، وبقائها سنوات في ذلك المنفى الاختياري. ثم تفكر في آلامها وهي ترى ابنها محتقرًا ومخذولاً من الناس، مُضطهدًا ومكروهًا من أُمته. لكن مَنْ يقدر أن يقدّر آلام نفسها عندما وقفت عند الصليب، تشاهد ابنها يموت كما يموت السفهاء! ثم وهي ترى ذلك الجبين الذي كانت هي أول مَنْ طبعت عليه قُبلاتها، لكنه الآن دامٍ من وخزات الشوك. واليدان اللتان كانت هي أول مَنْ أمسكتهما لتخطو به خطواته الأولى، ها هما الآن مسمرتان على الصليب، مع قدميه اللتين لا تقويان على الحركة. ثم وهي تسمع بأذنيها الشامتين والشاتمين، فتجرحها تعييراتهم كما تجرحه. حقًا لم تُقاسِ أم كما قاست هي، وفيها تمت حرفيًا كلمات سمعان: «أنتِ أيضًا يجوز في نفسك سيفٌ». ونحن لنا في هذا درسٌ هامٌ. فالارتباط بالمسيح في هذا العالم الشرير يأتي للنفس بالبركة وبالألم في آن. إن أعظم بركة للأبدية تحصل عليها من تعرُفك بالمسيح، لكنها أيضًا تهبك الآلام لهذه الحياة. والمسألة هي لأي عالم أنت تعيش؟ فإن كنت لا تريد سوى هذا العالم، فليس عليك أن تعرف المسيح، لكن تفكَّر أخي العزيز: ماذا بعد هذه الحياة القصيرة؟ كيف تمضي إلى هناك بدون الخلاص وبدون المخلّص؟! ولقد رأى سمعان بعين النبوة، كيف سيقاوَم هذا الشخص المجيد من الشيطان، وكيف سيُحتقر من الناس. رأى أن البشر الذين لم يتفقوا طوال عمرهم على شيء، سيتفقون في عدائهم له. فهو في شخصه «حجر صدمة وصخرة عثرة» سيعثر به كثيرون. لكنه أيضًا سواء في شخصه أو عمله، سيكون واسطة إعلان أفكار من قلوب كثيرة، فيكشف بنوره حقائق الناس جميعًا: سيكشف في البعض حقيقة عدائهم نحو الله ونحو نعمته ونحو بره. كما سيكشف الخواء والجوع في الآخرين. تُرى ماذا بالنسبة لك أيها القارئ العزيز. هل المسيح هو لسقوطك أم لقيامك؟ . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سمعان الشيخ البار |
”سمعان البار“ |
سمعان الشيخ الرجل البار |
خليك نجم زي سمعان البار |
سمعان البار |