رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع هو ابن الله(لوقا 3: 22). لم يكن يسوع مجردا واحداً من بين الأنبياء، أو المسيح المنتظر فحسب، إنما هو أيضا ابن الله الوحيد الذي يفوق سلطانهم وقوتهم كما أوحى الله بهذا اللقب في العُمَّاد " َأَتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت" (لوقا 3: 22). لقد شهد صوت الله في العُمَّاد أن يسوع هو ابن الله حقا. الألوهية المسيح سر عظيم. وليس بالأمر السهل تأكيد مثل هذا السر وإثباته. فكان يسوع إنسانا، وكان من الصعب أن نعرفه لأول وهله انه كان الرب، الله محجوب، الله المستتر في ناسوته. كان لقب ابن الله في العهد القديم يُعطي للملائكة كما ورد في سفر أيوب " واتَّفَقَ يَومًا أَن دَخَلَ بَنو اللهِ لِيَمثُلوا أمَّامَ الرَّبّ ” (أيوب 1: 6)، وكان يعطي أيضا للشعب المختار " إِسْرائيلُ هو آبنِيَ البِكْر " (خروج 4: 22) وكذلك يعطى هذا اللقب أيضا لأبناء إسرائيل "أَنتُم أَبْناءٌ لِلرَّبِّ إِلهِكم" (تثنية الاشتراع 14: 1)، ولملوكهم " أَنَّا أَكونُ لَه أبًا وهو يَكون لِيَ ابنًا " (2صموئيل 7: 14). في ذلك العهد، كان لقب ابن الله تعني بنوة بالتبني والتي تجعل بين الله وخليقته علاقات أُلفة خاصة. أمَّا في العهد الجديد فيكشف لوقا الإنجيلي في فترة اعتماد المسيح عن صوت الآب يعلنه ابنه الحبيب "وَأَتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت " (لوقا 3: 22). ولقد ذكر لوقا قبل ذلك أنَّ يسوع كان أبنا منذ اللحظة الأولى من حياته كما بشّر الملاك جبرائيل لرمي العذراء "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى "(لوقا 1: 35)، وان يسوع أدرك هذا الأمر لمَّا بلغ سن الرشد. ألم يَقلْ لمريم ويوسف عندما بحثا عنه في الهيكل "أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَليَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟"(لوقا 2: 49). لم يتردد يسوع أن يعلن عن نفسه انه ابن الله الوحيد " فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة" (يوحنا 3:16)، ويؤكد يسوع هذه الهوية لليهود بقوله لهم "فكَيفَ تَقولونَ لِلَّذي قَدَّسَه الآبُ وأَرسَلَه إلى العالَم: أَنتَ تُجَدِّف، لأَنِّي قُلتُ إِنِّي ابنُ الله؟ (يوحنا 10: 36). وهو يطلب الإيمان باسم ابن الله الوحيد " مَن آمَنَ بِه لا يُدان ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لِأَنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد" (يوحنا 3: 18). لقد أشار يسوع إلى نفسه بانه " قد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء، فما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ الابنَ إِلاَّ الآب، ولا مِن أَحدٍ يَعرِفُ الآبَ إِلاَ الآب" (متى 11: 27). وقد ميّز يسوع بنوّته من بنوَّة تلاميذه بقوله " أَبي وأَبيكُم، وإِلهي وإِلهِكُم" (يوحنا 20: 17). لم يتردد الناس أيضا أن يكشفوا ويؤمنوا أن يسوع ابن الله. نرى اعمى في اورشليم يتدرج إيمانه بيسوع: قال إنه الإنسان الذي يفضله على باقي البشر ثم أعلن " إِنَّهُ نَبِيّ" ثم أنه من الله "فلَو لم يَكُن هذا الرَّجُلُ مِنَ الله، لَما استَطاعَ أَن يَصنَعَ شَيئاً". ثم يؤمن به كابن لله ويسجد له وهذه هي الاستنارة (يوحنا 9: 1-41). اعترف بطرس الرسول في قيصرية فيلبس قائلا : "أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ " (متى 16: 16)، وكان يدل على المعنى الحرفي كما يتبيّن من جواب يسوع له "طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات" (متى 16: 17). وإيمان بطرس الذي أعلنه سيكون منذ البدء ركيزة الإيمان الرسولي وأساسا للكنيسة. وتؤيّد حادثة التجلي اعتراف بطرس الرسول أنَّ يسوع هو المسيح ابن الله الذي تمّ إعلانه في قيصرية فيلبُس (لوقا 9: 18-21). فتكشف حادثة التجلي مجد يسوع بإعلان ألوهيته، فهو ليس مجرد نبي عظيم، بل إنه ابن الله ذاته الذي طال انتظاره. وظهر يسوع أنَّه ابن الله من خلال النور الإلهي الذي كان يحمله يسوع على هذه الأرض وقد ظل مختبأ وراء تواضع جسده، لكنه ظهر في التجلي. إذ "تَبَدَّلَ مَنظَرُ وَجهه، وثِيابه البِيضاء المتلألئة كَالبَرْق"؛ وحيث أنَّه ابن الله، فهو " شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه "(عبرانيين 1: 3). أمَّا صوت الآب "هذا هوَ ابنِيَ الَّذي اختَرتُه، فلَه اسمَعوا" (لوقا 9: 35) فيذكّرنا بنبوءة تخص ُّالمسيح وبنوته الإلهية موكِّدة ما جاء في سفر المزامير "أُعلِنُ حُكمَ الرَّبّ: قالَ لي: أَنتَ اْبني وأَنا اليَومَ وَلَدتُكَ" (مزمور 2: 7). لم يتردد يسوع في إنجيل لوقا أن يعلن أمَّام مجلس شيوخ الشعب، وبطلب من المدَّعين عليه انه ابنُ الله "فقالَ لَهم: أَنتُم تَقولونَ إنِّي هو " (لوقا 22: 70). وفكان الجواب غير مباشر. وأمَّا في إنجيل مرقس نجد جواب يسوع مباشر أمَّام محكمة المجلس اليهودي لدى سؤال عظيم الكهنة ليسوع: " فسأَلَه عظيمُ الكَهَنَةِ ثانيةً قالَ له: أَأَنتَ المسيحُ ابنُ المُبارَك؟)) فقالَ يسوع: ((أَنا هو. وسَوفَ تَرونَ ابنَ الإنسانِ جالِساً عن يَمينِ القَدير، وآتِياً في غَمامِ السَّماء"(مرقس 14: 61 – 62)، فكان جواب يسوع واضحا انه ابن الله. وينسب يسوع إلى نفسه صلاحيات إلهيه ووظائف محفوظة لله. أنه يجلس عن يمين الله فيقاسمه قدرته ويمارس الدينونة التي تشمل الكون كله. وهذه هي البشرى التي افتتح مرقس إنجيله "بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ آبنِ الله" (مرقس 1: 1)؛ وأخيراً اعترف قائد المئة أمام يسوع المصلوب:" كانَ هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً!" (مرقس 15: 39). يستطيع المؤمن أن يُعطي يسوع المسيح اسم "ابن الله" بعد السر الفصحى فقط. إذ ظهرت في قيامته بنوة يسوع الإلهية في قوة بشريته المُمجَّدة كما جاء في تعليم بولس الرسول " جُعِلَ ابنَ اللهِ في القُدرَةِ، بِحَسَبِ روحِ القَداسة، بِقِيامتِه مِن بَينِ الأَموات، أَلا وهو يسوعُ المسيحُ ربّنا " (رومة 1: 4). واعترف يوحنا الرسول بهذه البنوّة الإلهية "رأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ " (يوحنا 1: 14)، كذلك اعترف بولس الرسول بان يسوع "ابن الله " لدى اهتدائه على طريق دمشق:" لَمَّا حَسُنَ لدى اللهِ الَّذي أَفرَدَني، مُذ كُنتُ في بَطْنِ أُمِّي، ودَعاني بنِعمَتِه، أَن يَكشِفَ لِيَ ابنَه لأُبَشِّرَ بِه بَينَ الوَثنِيَّين" (غلاطية 1: 15-16). )،" فأَخَذَ لِوَقتِه يُنادي في المَجامِعِ بِأَنَّ يسوعَ هو ابنُ الله"(أعمال الرسل 9: 20). لنتذكّر اليوم، في عيد عُمَّاد الرب يسوع، يومَ معموديتنا؛ وأننا جميعًا مُعَمَّدون. إنها فرصة لنجدّد معموديّتنا التي تتطلّب الالتزام بشخص يسوع النبي والمسيح وابن الله وبتعاليمه ووصاياه لنحيا نحن أيضًا حياةً جديدة كأبناء الله وورثة الملكوت وأعضاء حية في الكنيسة (رومة 6: 3-4) ولنرفع الشكر من أجل هذه العطيّة. السنيَّة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لوقا الإنجيلي أراد وصف سر يسوع |
يسوع هو المسيح (لوقا 3: 15) |
يسوع هو النبي (لوقا 3: 22) |
أنجيل لوقا - يسوع في الناصرة |
أنجيل لوقا - يسوع حيّ |