رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتمحور النص الإنجيلي حول استجواب بيلاطس ليسوع خلال محاكمته التي ستفضي إلى موته، إذ كانت المحاكمة الرومانية تقوم بشكل أساسي على استجواب الحاكم للمتهم، حيث أعلن يسوع نفسه ملكا لا بالمعنى السياسي بل بالمعنى الديني. لم تعد كلمة "ملك" عصريّة بفعل تناقص الممالك، وكذلك لأنّ الملكيّة البشريّة كثيراً ما تكون مرادفة للسلطان والعنف والدكتاتوريّة والظلم. فينبغي استعادة المعنى الأصلي السليم لكلمة المُلك. إن يسوع هو " مَلِكُ المُلوكِ ورَبُّ الأَرْباب" (رؤيا 19: 16)، إنه سيد الكون والخلق والتاريخ. المَلك الذي يُحَطّم كل قوة ويُبيد كل سلطان ويُقيم كل شيء بقيامته ويُدخل الذين يتبعوه إلى حياة لم يكون للموت عليها من سلطان. وهكذا يشترك هؤلاء في ملك ابن الإنسان الأبدي بحسب وعد دانيال "يُعْطى المُلكُ والسُّلْطانُ وعَظمَةُ المُلكِ تَحتَ السَّماءِ بِأَسرِها لِشَعبِ قِدِّيسي العَلِيّ وسيَكونُ مُلكُه مُلكاً أَبَدِيّاً (7: 27). أليس هذا ما قد وعد به يسوع رسله الاثني عشر خلال العشاء الأخير: " أَنا أُوصِي لَكم بِالمَلَكوت كَمَا أَوصى لي أَبي به، فتَأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائدتي في مَلكوتي، وتَجلِسونَ على العُروشِ لِتَدينوا أَسْباطَ إِسرائيلَ الاِثْنَي عَشَر"(لوقا 22: 29). وإنّ مملكته حقٍ وحياة، وقداسة ونعمة، وعدل ومحبّة وسلام. وكان يسوع ملكاً بصفة عجيبة، منذ بداية حياته على الأرض، كما ينوّه بذلك الإنجيليِّون عند سردهم سيرة طفولته (لوقا 1: 33)، إذ مملكته " لَيسَت مِن هذا العالَم " (يوحنَا 18: 36)، ولا تمثلها في هذا العالم أية مملكة بشرية، ولذلك لا تنافس بأيّة حال من الأحوال مع سلطة ملوك العالم. ويصبح المسيحيّون رعايا مملكة المسيح، بفضل المسيح الَّذي نَجَّانا مِن سُلْطانِ الظُّلُمات ونَقَلَنا إلى مَلَكوتِ ابنِ مُحَبَّتِه، فكانَ لنا فيه الفِداءُ وغُفْرانُ الخَطايا" (قولسي 1: 13). على أن هذا لا يمنعهم من الخضوع لملوك هذا العالم وتقديم الإكرام لهم (1 بطرس 2: 13)، حتى ولو كان أولئك الملوك وثنيين. فهم مؤتمنون على السلطة، ويكفي ألا يعارضوا بها سلطة المسيح الروحية لان "الله أَقامَه مِن بَينِ الأَمْوات وأَجلَسَه يَمينِه في السَّمَوات فَوقَ كُلِّ صاحِبِ رِئاسةٍ وسُلْطان وقُوَّةٍ وسِيادة وفَوقَ كُلِّ اسمٍ يُسَمَّى بِه مَخلوق، لا في هذا الدَّهْرِ وَحدَه، بل في الدَّهْرِ الآتي أَيضًا" (أفسس 1: 19)؛ وهكذا نستطيع أن نجمع أصواتنا مع الأصوات العظيمة في السماء التي تقول: “صارَ مُلكُ العالَمينَ لِرَبِّنا ولِمَسيحِه. فسَيَملِكُ أَبَدَ الدُّهور" (رؤيا 11: 15). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دخل يسوع أورشليم ملكاً |
حلول الروح عند يسوع يتميز بصفة الدوام |
بل كان يصنع من يوسف ملكاً👑 |
السيسي يناشد الشعب المصري بصفة عامة والاعلاميين بصفة خاصة |
تأمل في تنصيب قلب يسوع ملكاً في البيوت |