فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة.
تشير عبارة " فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا " إلى كلام يوحنا الرسول وهو يتابع قوله في الآية السابقة " الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا فرأَينا مَجدَه مَجداً مِن لَدُنِ الآبِ لابنٍ وَحيد مِلؤُه النِّعمَةُ والحَقّ " (يوحنا 1: 14). وقوله نلنا يتضمن نفسه وسائر المؤمنين. أمَّا عبارة " نِعمَةً على نِعمَة " فتشير إلى شهادة يوحنا المعمدان التي تؤدِّي إلى معرفة الكلمة المُتجسِّد، وهذه المعرفة تجعل المؤمنين يشاركون في ملء الخيرات الروحية نعمة على نعمة، وفقا لقوله تعالى " مَن كانَ لَه شَيء، يُعْطى فيَفيض" (متى 13: 12). كما أنَّ بني إسرائيل كانوا يجمعون ما يحتاجون إليه من المن يوما فيوما (خروج 16: 1-36)، كذلك المؤمنين يأخذون من نعمة المسيح ما يحتاجون لنفوسهم يوما فيوما. يفتح المؤمنون قلوبهم يوما بعد يوم لقبول عطيّة الله التي لا حدَّ لها. فكل بركة هي مرحلة لبركة أعظم، وكل نعمة ننالها بإيمان تصحبها نعمة أكبر.