رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مُوسَى وولادته "وَلَمَّا كَبِرَ الْوَلَدُ جَاءَتْ بِهِ إِلَى ابْنَةِ فِرْعَوْنَ فَصَارَ لَهَا ابْنًا، وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوسَى» وَقَالَتْ: «إِنِّي انْتَشَلْتُهُ مِنَ الْمَاءِ»." (خر 2: 10). من آدم إلى المسيح لم يكن هناك مَن هو أعظم من موسى، فهو واحد من الشخصيات القليلة التي ذُكرت حياتها بالتفصيل منذ طفولته حتى وفاته. ورغم نيران النقد التي وُجهت إليه على مرّ أجيال متتالية، فسوف يظل أعظم شخصية قيادية في العالم القديم: في شخصيته، في إيمانه، في موقعه الفريد كوسيط العهد القديم، في إنجازاته. لقد كانت كل معاملات الله مع إسرائيل تتم عن طريقه. لقد كان نبيًا ووسيطًا وكاهنًا وملكًا في آن واحد. لقد جمع بين أعظم وأهم الصفات التي لو وُزعت، فهي تُوَّزع على عدد كبير من الأشخاص. وحياة موسى تحفل بكثير من المتناقضات المُميَّزة: لقد كان طفلاً لجارية، وابنًا لملكة. وُلد في كوخ، ولكنه عاش وتربى في قصـر. ورث الفقر، ولكنه تمتع بثروة غير محدودة. على الرغم من أنه كان قائدًا للجيوش، إلا أنه عمل راعيًا للغنم. كان مُحاربًا عسكريًا قديرًا، ولكنه «كانَ حَليمًا جدًّا أَكثر من جميعِ الناسِ الذينَ على وجهِ الأَرضِ» ( عد 12: 3 ). لقد تعلَّم في البلاط الملكي، ولكنه سكن في الصحراء. لقد تهذَّب بكل حكمة المصـريين، ولكنه كان يملك إيمان طفل. لقد جُهِّز لحكم مدينة، ولكنه هَامَ على وجهه في الصحراء. لقد أُغْوِيَ بكل مُتع الخطية، لكنه تحمَّل مشقة الفضيلة. لقد كان ثقيل الفم واللسان، لكنه تكلَّم مع الله وجهًا لوجه. كانت لديه عصا الراعي فقط، لكنه أظهر قوَّة غير محدودة. كان هاربًا من فرعون، وفي الوقت نفسه كان سفيرًا من السماء. كان مُعطي الناموس، لكنه كان مُخبِّرًا بالنعمة. مات وحيدًا في أرض موآب، لكن الرب هو الذي واراه الثرى. والأصحاح الثاني من سفر الخروج يُخبرنا في تلخيص شديد عن طفولة موسى. لقد عقد ملك مصـر العزم على أن يضع حدًا للنمو السريع للعبرانيين: أولاً: وضعهم تحت رحمة رؤساء التسخير لكي يذلوهم بأثقالهم «ولكن بحَسبِمَا أَذلُّوهُم هكذا نموا وامتدُّوا» (ع12). ثانيًا: أعطى فرعون أوامر لقابلتي العبرانيات أن يقتلا الأولاد ويستحييا البنات «ولكنَّ القابلَتينِ خافَتا اللهَ ولم تفعلاَ كما كلَّمَهُما مَلِكُ مصـرَ، بلِ استحيَتا الأَولادَ» (ع17). وللمرة الثانية يفشل فرعون. ثالثًا: أمر فرعون جميع شعبه قائلاً: «كُلُّ ابنٍ يُولَدُ تَطرَحُونَهُ فِي النَّهرِ، لكنَّ كلَّ بنتٍ تَستحيونَها» (ع22). وفي هذا الوقت، وتحت هذه الظروف، وُلد المُخلِّص المستقبلي لشعب الله! |
|