لماذا الإيمان بيسوع مهمّ؟ لأنّ الإيمان به يعزِّز فيك الرّغبة العميقة في الشّفاء وكذلك التّصميم. هذا، بكلام آخر، يبعث في نفسك إرادة التّغيير، إرادة الخير، إرادة الحياة. وبإرادة الخير تستطيع أن تقاوم إرادة الخطيئة الّتي هي القوّة المنفِّدة لخطيئة “حبّ الذّات” في تجسيد أهواء القلب في مواقف وسلوك، كما ينفِّذ الضّابط أمر المَلِك (حبّ الذّات) مستعمِلاً السّلاح (الأهواء) الّذي يجعله الملكُ في تصرّفه. عمليًّا، ثمّة حرب غير منظورة تجري في داخل الإنسان، هي حرب ضروس، لكنّها وحدها الحرب الّتي تستحقّ أن يخوضها الإنسان، لأنّها وحدها الحرب الّتي تحرِّر الإنسان من نزعات الشّرّ الّتي في قلبه، ومن ثمّ في العالم، وتمهِّد أمامه السّبيل نحو حياة جديدة وعالم جديد!
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان