رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجابَ يسوعُ «أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» ( متى 11: 25 ) «فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ» أي في الوقت الذي أعلن فيه الرب يسوع بأسى عن رفضه. ونحن نعلم أنه ليس أصعب على الاحتمال من قلب غير مفهوم، وخدمة غير مقبولة، وحب غير مقدَّر. ومن القول: «أجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ»، نستنتج أن الآب وجه كلامًا إلى المسيح. والمسيح هنا أجاب عن كلمات لم تلتقطها آذان البشـر. ويرى البعض أن المسيح «فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ» تلقى من الآب الكلام المذكور في إشعياء 49. والنبوة في ذلك الأصحاح تصف تعب المسيا مع إسرائيل، بدون تقدير من جانبهم، وفيها يقول المسيح: «أَمَّا أَنَا فَقُلْتُ: عَبَثًا تَعِبْتُ. بَاطِلاً وَفَارِغًا أَفْنَيْتُ قُدْرَتِي. لَكِنَّ حَقِّي عِنْدَ الرَّبِّ، وَعَمَلِي عِنْدَ إِلَهِي» ( إش 49: 4 ). وفعلاً كان التعويض الرائع والعظيم من الله، إذ يجيبه الله بالقول: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْدًا لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ، وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَـى الأَرْضِ». فمع أن المسيح لمَّا أرسل تلاميذه الاثنى عشر، أرسلهم فقط «إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» ( مت 10: 7 )، لكن رفض الأمة له جعل الدائرة تتسع جدًا، تتميمًا لهذه النبوة العظيمة. وما أروع المسيح! لقد طلب إيليا في يومه الموت لنفسه، لفشل خدمته، وبعده أتى يونان وطلب الموت لنفسه لنجاح خدمته، وأما المسيح فقد حمد الآب على مَن قبلوا رسالته وعلى من رفضوها! ومع أن يوسف، رغم عظمة خصاله، جاء يوم قال فيه لأبيه: «لَيْسَ هَكَذَا يَا أَبِي» ( تك 48: 18 )، لكن المسيح قال لأبيه يوم شدته ورفض رسالته: «نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ» ( مت 11: 26 ). ليس معنى ذلك أن المسيح لم يحس بآلام الرفض. فلقد أحس بها كما يحس المُحب برفض المحبوب لمحبته، إلا أنه وجد سعادته في محبة الآب له، ووجد راحته في إرادة الآب، الذي يعمل بحسب مطلق سلطانه كرب السماء والأرض، وبحكمة عجيبة تسمو عقول كل الخلائق مهما سمت. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حصل الملك آخابُ على مراده وسقط بشر الطمع |
صار آخابُ رجلاً مهموماً |
كان آخابُ ملكاً على يسرإيل |
مخابز القليوبية تتبرع لـ تحيا مصر |
مجموعة دبل و محابس انيقة للعرايس |