رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. فظهر له ملاكُ الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس ( قض 6: 11 ، 12) مَن هم رجال الله ذوو البأس؟ أين نجدهم؟ ليس بالضرورة في الأماكن العامة يناضلون ضد المُلحدين أو ينددون بحماقات الزمان الحاضر، بل إن كنت تحب أن ترى رجال البأس فاذهب إلى المخادع. فهناك في المخدع: أم لأولاد، في عمل دائب لا يفرغ. هي عُرضة أن تكون كغيرها من باقي نساء العالم من حيث المظاهر وغيرها من الأساليب الماكرة المضللة التي تستعبد كثيرًا من الأمهات. كما أن في عنقها عملاً ضروريًا لا بد من أدائه كل يوم، يضغط عليه كل لحظة. إذًا فهي ـ في هذا الجو ـ عُرضة لأن تصلي صلاة على عَجَل، ثم تندفع إلى أعمال اليوم بقلب بعيد عن حضرة الله. هل نُعجب أن يبقى للأم النذر اليسير من السيطرة على الأولاد؟ وألا يكون لها من السلطان ما يقودهم إلى طرق الله؟ لكن انظر، إنها تترك عملها لحظة، وتأخذ كتابها، وفي فترة هادئة تقرأ وتصلي. إنها تقول إن صليب المسيح قد منحها ـ على الأقل ـ هذا الامتياز، وتتمسك به كامتيازها. لكنني أسمع بعض الزوجات يَقُلن: إنك تجهل العمل الذي أمامنا. بيد إنني، يا أختاه، أعلم أنه إذا لم يكن لديك عزم القلب في الحصول، من كلمة الله، على طعام لنفسك يوميًا، فإنك لن تنتصرين في ميدانك. وهنا رجل أعمال، يستيقظ قبل الموعد الذي يتطلبه العمل بنصف ساعة مثلاً، ليحصل على كلمة من الله قبل أن يمضي للصراع مع العالم. هو يفضِّل ذلك على تناول الطعام، ويعتبره أهم من العمل ذاته. هو يضع في المكان الأول من الأهمية: ملكوت الله. هو الأول، ليس فقط من حيث الترتيب الزمني، بل من حيث الأهمية والضرورة الحتمية. دعني أُصارحك يا أخي بأنك لن تكون جدعونًا ما لم تتجاذب مع هذه الاختبارات. لن تكون جبار بأس، ولن تنقذ واحدًا من أولاد الله من العالم، ما لم يتوفر لك من عزم القلب ما كنت أصفه لك. وهل من عَجَب أن نرى الأم تندب لأن العالم يتسلل باستمرار إلى داخل الأسرة، وأن أولادها يتجهون ذلك الاتجاه عوض أن يتحولوا إلى المسيح؟ ألا فلنكتب هذا بأحرف من نار في أعماق نفوسنا، في أغوار ضمائرنا: المسيح وكلمته أولاً وقبل كل شيء؛ وما عداه، حتى الحياة ذاتها، أمر ثانوي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جدعون رجل المعصرة |
جدعون النبي |خاف جدعون من مواجهة قوات العدو |
من لا يحبّ الله لا يحبّ الإنسان |
حجر المعصرة |
حجر المعصرة |