منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2021, 01:39 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

- القس بيشوي فايق
- لماذا عاقب الله زكريا الكاهن، عندما تساءل متعجبًا عن كيفية إنجاب طفل وهو في سن الشيخوخة، بينما لم يحدث هذا مع القديسة مريم العذراء، عندما سألت الملاك عن كيفية حبلها، وولادتها للسيد المسيح، مع أنه لا يوجد اختلاف كبير في صيغة سؤال العذراء وسؤال زكريا للملاك؟


الإجابة:

شتان الفرق بين موقف زكريا الكاهن من بشارة الملاك له بميلاد يوحنا المعمدان، وبين موقف القديسة العذراء من بشارة الملاك لها بميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. لقد تشكك زكريا الكاهن ناسيًا قدرة الله على تحقيق وعده له.

أما العذراء القديسة مريم فقد آمنت أن يتم كل ما قاله لها الملاك. صدَّقت فامتلأ قلبها فرحًا وحمدًا وفاض تسبيحًا، ولهذا انطلق لسانها بمشاعر الحب لتبارك، وتسبح الله على عظم صنيعه لها كقول الوحي الإلهي:

"فَقَالَتْ مَرْيَمُ: تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي." (لو1: 46- 48). فيما يلي نشرح ذلك بالتفصيل من خلال النقاط التالية:


أولًا: خلفيات ومكنونات وراء تساؤل العذراء القديسة
* قرار نذر البتولية وتساؤل العذراء القديسة

قرار البتولية: "فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:"كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟" (لو1: 34).

أمنا العذراء التي ترَّبت في الهيكل منذ سن صغير صارت إناء مختار مملوء من نعمة الله بشهادة الملاك الذي لقبها بالممتلئة نعمة، لقد كرست العذراء مريم حياتها لله في طاعة وخضوع واتضاع عجيب. ولهذا قررت العذراء أن تنذر نفسها لله لتعيش دون زواج في بتوليةٍ دائمةٍ، وهذا يظهر واضحًا من ثقة العذراء في قولها للملاك: "وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟"، أي أنها ستظل عذراء طول عمرها، ولن تتزوج، بالرغم من خطبتها ليوسف النجار الذي أخذها إلى بيته في الناصرة، والذي كانت تسكن معه حين جاء غبريال الملاك ليبشرها بالحبل الإلهي المقدس. إن قول العذراء هذا يعني ما يلي:

1- أنها قد عقدت النية وقررت أن تعيش بتولًا بدون زواج، ولا رجوع في هذا الأمر.

2- أنها أتمت اتفاقًا مع يوسف النجار يقضي بأن يعيشا مع بعضهما كالإخوة دون زواج، لقد وافق يوسف البار على ذلك الاتفاق، ودليل ذلك قولها في ثقة: "أنا لا أعرف رجلًا".

3- يبدو من كلام العذراء مع الملاك أنها تتكلم معه عن أمر معروف من قِبَّل الله، وقد وافقت السماء من قَبل على ذلك الأمر، ويتضح ذلك بالأكثر من كلامها بأسلوب الحال الواقع: "أنا لا أعرف رجلًا" وليس بصيغة المستقبل.

فلو كان الأمر مجرد نية أو أمنية تريدها العذراء لكانت قد قالت: "وأنا سوف لا أعرف رجلًا"، أو "قد نوينت ألاَّ أعرف رجلًا".

4- قد يبدو أن توقيت مجيء الملاك للعذراء، لم يكن بعد ترك العذراء للهيكل مباشرةً، ولكنه تم بعد فترةٍ من تركها للهيكل وعيشها كعذراء مكرّسة تعبد الله، وتخدم يوسف النجار كما اعتادت أن تفعل، وتحيا في الهيكل.


ثانيًا: معنى وقصد كل من زكريا وأليصابات من سؤال كل منهما
* سؤال زكريا الكاهن

إجابة زكريا الكاهن على الملاك:"فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: "كَيْفَ أَعْلَمُ هذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟" (لو1: 18). صيغة سؤال زكريا الكاهن للملاك هي: "كيف أعلم؟" وهي تحمل تشكيكًا. لقد جاء سؤال زكريا الكاهن في الترجمة الإنجليزية (CPDV) كما يلي: "How may I know?" وفي ترجمة كتاب الحياة العربية جاءت هكذا: "بما يتأكد لي"، لقد أراد زكريا الكاهن دليل لكي يؤمن، ويصدق خبر بشارة الملاك له بميلاد يوحنا المعمدان. وهذا بالطبع ليس من الإيمان.



* تساؤل العذراء

إجابة العذراء على الملاك: "فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟" (لو1: 34). صيغة تساؤل العذراء القديسة والدة الإله مريم هي: "كيف يكون؟".

وهناك فرق كبير بين كيف أعلم؟ وكيف يكون؟.. لقد استفسرت العذراء عن كيفية حدوث ذلك الحمل بدون زواج، وهذا أمر لا يغضب الله، ولا الملاك في شيء، لأن الاستفسار عن الأمور الغامضة حق طبيعي أعطاه الله للإنسان.

إن تساؤل العذراء أمرٌ يدل على وعي العذراء، وحكمتها، ومعرفتها، ودالتها عند الله. لقد أدركت العذراء أن الملاك المكلف مِن قبل ببشارتها سيجيبها حتمًا، ذلك لأن الله لا يخفي عن أحبائه أسراره كقوله لإبراهيم أب الآباء: "فَقَالَ الرَّبُّ: هَلْ أُخْفِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَا أَنَا فَاعِلُهُ، وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟" (تك18: 17- 18).

لقد أخبر الوحي الإلهي عن دالة موسى وكرامته عند الله وكيف كان يكلمه الله قائلًا: "فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟" (عد12: 8).

إن الله المتضع الودود لا يقبل أن نضعه في موضع شك، لكنه لا يرفض أن يستفسر الإنسان، أو أن يطلب المعرفة فيما يخص أمور حياته وخلاص نفسه، كقول المزمور: "طَرِيقَ وَصَايَاكَ فَهِّمْنِي، فَأُنَاجِيَ بِعَجَائِبِكَ" (مز119: 27).

لقد طلب دانيال النبي بدالة من الله أن يُفَهّمهُ، ويفسر له الله نبوات إرميا النبي عن نبوة السبعون أسبوع، فأجاب الله طلبه، وأرسل له جبرائيل الملاك كقول الكتاب: "فِي ابْتِدَاءِ تَضَرُّعَاتِكَ خَرَجَ الأَمْرُ، وَأَنَا جِئْتُ لأُخْبِرَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ مَحْبُوبٌ. فَتَأَمَّلِ الْكَلاَمَ وَافْهَمِ الرُّؤْيَا" (دا9: 23).



* سؤال العذراء أمر ضروري وواجب

كان من الضروري أن تتسائل العذراء عن كيفية حبلها، ولو لم تكن العذراء قد تسائلت، لكان الملاك أخبرها عن كيفية حبلها بابن الله الوحيد، وهل من المعقول أن يحل جنين في بطن فتاة، أو شابة كالعذراء دون أن تدري من هو أبوه؟ فترتبك وتضطرب! وهل يسمح الله لها بحيرة كذلك؟ ولماذا؟ وهل ما سينتج عن ذلك من اضطرابات نفسية سيجعل من العذراء أمًا تصلح للعناية بخالق البشرية؟

← اقرأ هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت كتب أخرى لنفس المؤلف.


ثالثًا إيمان العذراء وإيمان زكريا الكاهن في الميزان

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زكريا الكاهن| لماذا تأخرت إجابة الرب
زكريا الكاهن| إذًا أمامنا رجل “بار” أمام الله
لماذا عاقب الله عزة علي محاولة انقاذ تابوت العهد ؟
لماذا لم يعاقب الله صموئيل واولاده مثلما عاقب عالي واولاده ؟
زكريا الكاهن


الساعة الآن 05:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024