![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص صليب حكيم
تقنين القداسة في العهدين لقد قنن الله القداسة لشعبه من خلال تشريعه للزواج ورسمِ حدوده. لأنه إذا كان من البدء قد خلق الإنسان ذكرًا وأنثي وكانت وصيته له "أكثروا واملأوا الأرض" (تك1: 28). فكان لا بُد له أن ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة ويضع قوانين تزويجهما. الله يُشَرِّع للزواج لحفظ طهارة الإنسان: إن القداسة تنبع من الطهارة، لذلك لكي نتكلم عن القداسة يلزمنا الكلام عن الطهارة أولًا. لأن القداسة ثمرة متقدمة لحياة الطهارة لأنه من الأطهار يخرج القديسون. وحياة الطهارة تهم الإنسان في ذاته كفرد من جهة اعتدال حياته في إشباع حاجاته الجسدية وبخاصة شهوة الجنس بالنسبة للمتزوجين. وتهمه في علاقته بالله من جهة حرصه على أن يكون نقيًا أمامه خاليًا من دنس الجسد والروح سواء للمتزوجين أو البتوليين. وموضوع الطهارة يهم أيضًا الجماعة البشرية من حيث أنها مرتبطة بضبط وتنظيم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، هذه العلاقة التي تكمن أهميتها في أنها الطريق الطبيعي لتوالد أنسال لأجيال جديدة ينضم كل جيل منها إلى هذه الجماعة ويرتبط كل جيل بانتمائه لوالديه وللمجتمع الذي ينشأ فيه. وعلى والديه واجبات نحو رعايته وتربيته، وعلى المجتمع واجبات نحو توفير سبل العيش له. لذلك من أجل نقاوة الإنسان وسلامة مجتمعه أعطاه الله وصايا لحفظ طهارته، ووضع له حدود العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وشرَّع له قوانين هذه العلاقة في إطار ما يسمى بالزواج. ونلاحظ أنه لا يوجد مجتمع أو عقيدة إلا ولها شريعة للزواج. إما مكتوبة كنصوص دينية أو قوانين أقرها المجتمع المدني فيما يسمى بقوانين الأحوال الشخصية. إما محفوظة فيما يسمى بالتقاليد والعادات والأعراف أقرتها الجماعة البشرية كما هو في المجتمعات البدائية. وتشريعات الزواج هي التي تشير إلى مستوى حياة الطهارة والقداسة عند أصحاب هذه العقيدة أو تلك. وسنتناول في هذا الباب تقنين الطهارة من خلال التشريع الذي وضعه الله للزواج في الكتاب المقدس والوصايا الخاصة بنقاوة الإنسان في حياته الزيجية من أجل بلوغه حياة القداسة التي تليق بأبناء الله |
|