![]() | ![]() |
|
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
||||
|
||||
20- هل هناك مبدأ لتكافؤ الفرص في المسيحية، أو بمعنى آخر هل الله سيعطي كل شخص نصيبه على الأرض أم في السماء فقط؟ وهل سيظل كثيرون مظلومين إلى الموت؟
السؤال العشرون هل هناك مبدأ لتكافؤ الفرص في المسيحية، أو بمعنى آخر هل الله سيعطي كل شخص نصيبه على الأرض أم في السماء فقط؟ وهل سيظل كثيرون مظلومين إلى الموت؟ الإجابة: مقدمة: مبدأ تكافؤ الفرص مبدأ عظيم يطالب به الإنسان الحكومات والأنظمة والهيئات والمجتمعات المختلفة، وقد نشأ هذا المبدأ كمبدأ حقوقي ليعبر عن قيمة الإنسان بالمقارنة بأخيه الإنسان، الذي قد يظلمه لأنه مختلف عنه في الجنس أو اللون أو الدين، أو الإمكانيات الصحية أو الطبقة الاجتماعية أو حالته المادية أو... أو... ولكن لنضع الإجابة من خلال النقاط الآتية: أولًا: نشأ هذا المبدأ نتيجة للتفرقة التي دافعها الأول المحاباة لأجل منفعة أو تعصب أو هوى، وهذا الدافع بالطبع ليس له وجود لدى الله، فالله محب بطبيعته وصالح وحق، وليس ظالمًا وعظيمًا جدًا ومنزهًا عن كل هذا، ولن يناله منفعة من محاباة أحد، وليس له هوى يقوده ليكره شيئًا، أو يشتهي شيئًا، وهذه هي شهادة الكتاب المقدس عن الله المنزه عن مثل هذا. · "وَالآنَ لِتَكُنْ هَيْبَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمُ احْذَرُوا وَافْعَلُوا. لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِنَا ظُلْمٌ وَلاَ مُحَابَاةٌ وَلاَ ارْتِشَاء" (2 أخ19: 7) · "لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ الَّذِي لاَ يَأْخُذُ بِالْوُجُوهِ وَلاَ يَقْبَلُ رَشْوَةً" (تث17:10)، والكتاب يحوي المزيد من أمثال هذه الشواهد. ثانيًا: مبدأ تكافؤ الفرص لابد أن ينفذ بحكمة فما يحتاجه هذا غير ما يحتاجه ذاك، بل أيضًا ما يسبب سعادة لشخص ما قد لا يسبب سعادة الآخر، لأن خلقة الله متباينة وكل فرد من بني البشر يختلف عن الآخر، وهذا الاختلاف يضمن التكامل في الخليقة، لذلك يهب الله كل فرد ما هو مناسب له على حدة؛ لأنه هو الحكيم العالم ما هو الملائم والنافع لكل أحد. شواهد كتابية: "مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ." (مز24:104). صورة في موقع الأنبا تكلا: علامة يساوي. ثالثًا: الله عظيم في حبه فيعطي ما هو نافع فقط وليس هدف الله أن يرضى الناس عنه، ولكن هدفه خيرهم، فالله كأب لا يهمه رضا أطفاله الصغار الذين يصرون على أكل الشيكولاتة فقط، لأنه إن فعل ذلك يكون قد استجاب لحماقتهم في سبيل إرضائهم، لكنه يتصرف حسب حكمته وصلاحه، حتى إن كان ذلك لا ينال استحسانهم، فإن أصر أحد أطفاله الصغار فرضًا أن يشتري له أبوه أدوات هندسية كأخيه الطالب في كلية الهندسة بالطبع لن يشتري له أبوه ما يريد، بل يشتري ما هو نافع له وليس لأخيه ولذلك يُدعَى الله بـ"الصالح"؛ أي أنه لا يعطي إلا ما هو نافع وخيّر. شواهد كتابية: "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يع1: 17). رابعًا: أحيانًا كثيرة يركز البشر على الأمور الجسدية من أكل وشرب وملبس ومتع حسية ورفاهية وغنى و... و... ولكن نظرة الله شمولية، فهي ليست لأمور الإنسان في حياته على الأرض فقط، بل لحياته الأبدية، ولخلاص نفسه في السماء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو كطبيب حكيم قد يرى أن نوعًا من الأكل اللذيذ كالحلويات مثلًا سيضر بصحة مريضه، فلا يتردد في منعه عنه حفاظًا على حياته التي هي أسمى من أكل الحلويات... إنها شمولية معرفة الله وحبه تجاه بني البشر، لأنه هو الراعي الصالح الذي يعرف كيف يرعى رعيته. شواهد كتابية: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يو10: 11). خامسًا: العدالة تغيب عن بني البشر والظلم يسود أحيانًا ولكن الله يتحكم في كل الأمور لخير أولاده كقول الكتاب: "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَب قصده" (رو28:8).. إن الله من محبته وقدرته العجيبة كفنان قدير يستعمل اللونين الأسود والأبيض وباقي الألوان؛ لرسم صورة بديعة لا يمكن للإنسان العادي أن يتخيلها إلا بعد أن ينتهي من رسمها الفنان الملهم، فالله كذلك يستخدم شر الأشرار لخير أولاده كقول الكتاب أيضًا: "فَقَالَ لَهُمْ:«مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ...»" (قض14:14). |
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المتكبر عنيد والهرطوقي أيضًا عنيد، والمبتدع عنيد | Mary Naeem | كنوز البابا شنودة الثالث | 0 | 22 - 02 - 2022 07:01 PM |
كتاب عندي سؤال (الجزء الثاني) | بشرى النهيسى | قسم الكتب الدينية | 27 | 01 - 12 - 2021 06:52 PM |
عندى سؤال-مع أسئلة الشباب والخدام والخادمات-لتفرح قلوبهم بالمعرفة المفرحة الصادقة | nasser | شبابيات الفرح المسيحى | 9 | 21 - 01 - 2017 12:40 PM |
كتاب سؤال وجواب - القمص صليب حكيم | Mary Naeem | قسم الكتب الدينية | 71 | 28 - 06 - 2014 01:48 PM |
سؤال أحرجنى (من كتاب خبرات في الحياة) | Magdy Monir | كنوز البابا شنودة الثالث | 2 | 21 - 06 - 2012 08:45 PM |