منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2021, 06:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه التعبدي




منهجه التعبدي:

1. العبادة المسيحية أو الكنسية ليست نوعًا من التجارة، يساوم المتعبد الله في الملكوت الذي وعد به السيد المسيح(2)، كلها نوع من الحب، يربط الإنسان بالآب في شخص ابنه يسوع المسيح، لا يمارسها المؤمن خوفًا من عقاب ولا ابتغاء مكافأة.
في هذا يقول القديس الذهبي الفم: "القديسون لا يحبون الله من أجل خيراته، إنما يحبون الخيرات من أجل الله(3). "ألا تعلم أن مكافأتك تكون أعظم وأجمل إن تممت عبادتك دون انتظار للمكافأة؟(4)".

هذا ما يرجوه القديس في كل مؤمن، لكن من أجل الضعف يحفز المؤمنين على العبادة من أجل المكافأة، وأحيانًا يضطر إلى التهديد بالنار الأبدية.

2. العبادة وهي سرّ اتحادنا بالرأس "يسوع المسيح" السماوي، إذ يليق بها أن تحمل السمة الإسخاتولوجية (الأخروية).
"لنعجب إلى أين رفع الكنيسة؟ لقد رفعها كما بوسيلة تعنيه وأقامها في الأعالي وأجلسها على عرش سام، لأنه حيث يكون الرأس هناك يوجد الجسد أيضًا. لا يوجد فاصل بينهما، وإلاَّ فلا يعود الجسد جسدًا ولا الرأس رأسًا(5).
"في استطاعتنا إن أردنا إلا نكون في الجسد، ولا على الأرض بل نكون في الروح، في السماء.
لندخل إلى نفوسنا... إلى السماء، في الروح.
لنمكث في سلام مع الله ونعمته، ولنتحرر من الجسديات، فننعم بالصالحات في المسيح ربنا(6)".
العبادة عنده هي دخول إلى الحياة السماوية، شركة مع السمائيين والامتثال بهم، ففي تعليقه على قول الرسول بولس "لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السموات وما على الأرض(7)" يقول: "أقام الله رأسًا واحدًا للملائكة والناس. بتجسده جمع البشر أعضاء فيه، وبكونه كلمة الله جمع الملائكة خلال هذا الرأس الواحد... إذن لنمتثل بحياة الملائكة وفضائلهم ونهتدي بهم(8)".
أما قمة هذه العبادة السماوية فهي الشركة في المائدة السماوية، أي ليتورجيَّا الإفخارستيا، إذ يقول: "أنه يدعونا للسماء، يدعونا إلى مائدة الملك العظيم والعجيب، فهل نتردد بدلًا من أن نسرع إليها ونجري نحوها؟. أي عذر لنا؟ فإننا لا نقدر أن نلوم ضعفنا ولا نشتكي طبيعتنا، بل بالحري إهمالنا وحده هو سرّ عدم استحقاقنا(9)".

3. واجه القديس خطرين متناقضين يهددان "العبادة الكنسية". الخطر الأول هو الفكر اليهودي المتزمت، وهو فكر حرفي مادي متطرف يندفع بالإنسان في عبادته نحو الأرضيات ويحبس نفسه عن الانطلاق نحو السماويات. والثاني على نقيضه، الفكر الغنوسي الذي يحتقر المادة والأرض ويعادي الجسد كعنصر ليس من عمل الله. لذا بقدر ما كان القديس حريصًا في إبراز الجانب السماوي من العبادة السماوية اهتم أيضًا بإبراز الواقع العملي لوجودنا على الأرض وعبادتنا خلال الجسد المقدس في الرب.
في هذا يقول: "أرني نفسًا بغير جسد، أما تسمع الأطباء يقولون: هذا المرض الجسدي بسبب اضطرابات نفسية؟(10)".
لنتعبد هكذا: نأتي إلى ملكنا ونسجد له لا بالجسد وحده بل وبالعقل أيضًا(11)".

4. ربط العبادة بالكرازة، بكونهما يمثلان حياة واحدة غير منقسمة. ففي حديث الكاهن يوحنا الذهبي الفم مع شعبه عن ضرورة مساندتهم لبطريركهم فلافيان في عمله الكرازي سألهم أن يعينوه بعبادتهم الصادقة، قائلًا: "تقدر جماعة الكنيسة أن تعمل الكثير إن كنا نقدم صلواتنا بنفس حزينة وروح منسحق(12)".

5. إن كان القديس قد فتح الكنيسة على مصراعيها أمام الجميع لسماع كلمة الله والوعظ، لكنه آمن بالأبواب المغلقة أثناء العبادة خاصة عند ممارسة المقدسات الإلهية، حتى تقدر الكنيسة أن ترفع أيدي طاهرة ومقدسة في المسيح يسوع بواسطة روحه القدوس.
"لسنا نفعل هذا عن ضعف يلحق بطقوسنا، إنما لعدم استحقاق الكثيرين بالكمال لممارستها(13)".
"خير لنا أن نقدم صلواتنا التي اعتدناها باثنين أو ثلاثة يحفظون نواميس الله عن أن نندفع معًا كجموع كثيرة من العصاة ومفسدي الآخرين(14)".
ويحدث الشماس قائلًا: "إن اقترب أحد بغير استحقاق اِمنعه حتى وإن كان قائدًا أو حاكمًا، لا حتى وإن كان متوجًا بالإكليل الإمبراطوري، فإنك تحمل سلطانًا (روحيًا) أعظم منه... احذر لئلا تُغضب الرب وتثيره ضدك... فإنه إن اقترب يهوذا جديد امنعه. خف الله لا الإنسان، فإنك إن خشيت الإنسان يحتقرك الله، وإن خشيت الله يكرمك الناس(15)".

6. ربط القديس بين العبادة والكنيسة والجهاد الروحي، فيقول: "إن كنت تشترك في التسبيح بمزمورين أو ثلاثة مزامير وتتمم الصلوات المعتادة كيفما كان الحال ثم تنصرف، فهل تظن أن هذا يكفي لخلاصك؟. ألم تسمع ما يقوله النبي: هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني(16)".
يظهر ذلك بأكثر وضوح حينما تحدث القديس عن مساندة الكنيسة لعدوها "أثروبيوس"... قائلًا: "هذا هو زينة المذبح(17)". إذ تقبل الكنيسة أعداءها وتحمي مقاوميها وتُعلن حبها له... صار هذا العمل في اتحاده بالعبادة زينة المذبح.
وفي وصفه لكنيسة الرسل ربط القديس بين العبادة السماوية والجهاد الروحي أو الحياة الفاضلة، قائلًا: "ألم تسمع أن الرجال والنساء كانوا مجتمعين في العلية، وكان الكل مستحقًا للسموات...؟ لأن النساء كن يمارسن إنكار الذات بشدة، وكان الرجال وقورين وأطهارًا(18)".



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الوعظي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الكرازي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الدراسي
القديس يوحنا ذهبي الفم ومنهجه الإنجيلي
القديس يوحنا ذهبي الفم


الساعة الآن 06:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024