رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعظم المولودين من النساء!! وبينما ذهب هذان، ابتدأ يسوع يقول للجموع عن يوحنا... الحق أقول لكم: لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ( مت 11: 7 - 11) لقد نطق الرب بأعظم كلمات المديح والتقدير عندما وصل يوحنا إلى مستوى أدنى من مستواه العادي، وكان في حالة الضعف. ـ لكن، هل تعني حقًا أيها الرب القدوس، أن هذا الشخص أعظم المولودين من النساء؟! ـ يُجيب المسيح على الفور: لا شك في هذا. ـ لكنه قد تساءل عما إذا كنت أنت هو المسيا. ـ أنا أعلم هذا ـ كيف تقول إنه يماثل موسى وإشعياء ودانيال؟ هل شكّ فيك هؤلاء كما شكّ هو؟ وكيف تقول إنه ليس قصبة تحركها الريح، مع أنه الآن فقط أعطى علامة واضحة كل الوضوح على أنه قد عصفت به عواصف الشك واليأس؟ ـ يُجيب السيد: إن السماء لا تحكم بمقتضى العواطف العابرة، بل بمقتضى حياة المرء بصفة عامة، لا بمقتضى عبارة شك قد بعثتها حوادث يمكن تعليلها، بل بمقتضى نفس الإنسان التي في داخله، والتي هي أعمق من العواطف، كما أن قلب المحيط أعمق من الأمواج التي على سطحه. نعم، إن الرب يحكم علينا بمقتضى ما هو أعمق وأثبت في داخلنا، بمقتضى المَثَل الأعلى الذي نحاول أن ندركه، بمقتضى برعم الإمكانيات الذي لم يتفتح بعد ولم يدرك بعد حتى بواسطتنا نحن أنفسنا. هنالك مَثَل مُشابه لهذا الحادث في العهد القديم. عندما نلتقي في بداية الأمر بجدعون في موقف ليس له شأن عظيم، إذ نجده يخبط حنطة في المعصرة لكي يهرّبها من المديانيين. لم يكن في هذا المظهر عمل جليل أو ذو شأن خطير. ومع ذلك فإن ملاك الرب عندما ظهر له، قال له: «الرب معك يا جبار البأس» .. جبار البأس! إننا أولاً نجد عدم تناسب بالمرة بين هذه التحية العظيمة وبين سلوك الرجل الذي وُجهت إليه. والنظرة الأولى لهذه التحية تعطي فكرة أنها مُبالغ فيها جدًا. لكن الحوادث التالية برهنت على أنه كان جديرًا بكل حرف فيها، فقد كان جدعون جبار بأس، وكان الله معه. لقد قرأ ملاك الرب ما كانت تخبئه الحادثة الظاهرية العابرة، ورأى من وراء مظهر الرجل العادي بطلاً عظيمًا كان ينتظر أن تكشف الأيام عن حقيقته. |
|