رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تعرفون من أنا؟! أنا الطفل
أنا الطفل المعوق... أنا الطفل الذي لا يستطيع الكلام... تشفقون علي أحيانًا. أرى ذلك في أعينكم. وتتساءلون عن مدى إدراكي لما تشعرون به... أرى ذلك أيضًا. أدرك الكثير من الأمور... أدرك إن كنتم سعداء، حزينين أم خائفين، وأدرك إن كنتم مريضين أم أصحاء. أتعاملونني بمنتهى الحب والعطاء أم أنكم فقط تقومون بأداء واجبكم! أتعجب كثيرًا عندما أحس بشعوركم بالإحباط عند التعامل معي، لأنني أدرك أنني أنا من يجب أن يشعر بالإحباط لأنني لا أستطيع التعبير عن نفسي وعن احتياجاتي مثلكم. يمكنكم تخيل مدى شعوري بالوحدة والانعزال طوال الوقت. لا يمكنني تسليتكم بالأحاديث والتعليقات الممتعة التي تتبادلونها بينكم، ولا حتى الإجابة على أسئلتكم عن صحتي وعن احتياجاتي، ولا أستطيع التعليق على ما يدور حولي في العالم. لا أستطيع شكركم بالطرق المألوفة لتحسوا بمدى امتناني لكم. ويصعب علي فهمكم بالطريقة التي تتوقعونها. أعطيكم شيئًا ثمينًا... أعطيكم فرصًا بديلة. أعطيكم الفرصة لتتعرفوا إلى عمق شخصيتكم أنتم وليس أنا. وكذلك التعرف إلى عمق محبتكم والتزامكم، وإلى صبركم وقدراتكم، وفرصة اكتشاف أعماق روحكم أكثر مما تتخيلونه. أمضي بكم إلى الأمام وإلى العمل، وإلى البحث عن إجابات للعديد من الأسئلة، وإلى طرح أسئلة لا إجابات لها... أنا الطفل الذي لا يستطيع الكلام. أنا الطفل الذي لا يمكنه المشي... أحيانًا، يبدو لي أن العالم يمضي من أمامي. ترى الأمل بعينيَ لأن أنهض من هذا الكرسي... لأن أركض وألعب مثل بقية الأطفال. أريد الكثير من الأشياء... أريد لعبي المرصوفة على رفوف الخزانة العلوية. أريد الذهاب إلى الحمام... آه... لقد أوقعت ملعقتي على الأرض مرة أخرى. أنا أعتمد عليكم في كل هذه الأمور. هديتي لكم هي أن أجعلكم تشعرون بالنعمة العظيمة التي تتمتعون بها. نعمة ظهوركم وأقدامكم السليمة، وقدرتكم على أداء أعمالكم بأنفسكم. أحيانًا.. يبدو لي أن الناس لا ينتبهون حتى لوجودي. أنا دائمًا ألاحظ وجودهم. لا أشعر بالحسد ولكن بالرغبة في أن أقف وأن أخطو بقدميَ، وبأن أكون غير معتمد على أحد في توفير احتياجاتي. إنني أعطيكم القدرة على الإدراك... أنا الطفل الذي لا يستطيع المشي. أنا الطفل الذي لديه تخلف عقلي... إذا قيمتني بأداة القياس التي يقيمني بها العالم فأنا لا أتعلم بسهولة. الذي أعرفه هو السرور غير المحدود بالأشياء البسيطة من حولي. لست قلقًا مثلكم بالحروب والنزاعات الموجودة في حياتكم المعقدة. هديتي لكم حرية الاستمتاع بالأشياء كالأطفال، وأن أعلمكم ما تعنيه لي أذرعكم الملتفة حولي، وأن أعطيكم الحب والبساطة بمختلف معانيها هدية لكم... أنا الطفل الذي لديه تخلف عقلي. أنا الطفل المعوق... أنا معلِمكم. وإذا سمحتم لي سأعلمكم الأشياء الحقيقية المهمة في الحياة. سوف أعلمكم الحب غير المشروط، وأهديكم ثقتي البريئة... وهي اعتمادي عليكم. سأعلمكم احترام الآخرين واحترام خصائصهم الفريدة. سأعلمكم كم هي الحياة ممتعة وغالية. وأعلمكم أن تنسوا احتياجاتكم ورغباتكم وأحلامكم وأمنحكم القدرة على العطاء. والأهم من ذلك أعلمكم الأمل والإيمان... أنا الطفل المعوق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نجدة الطفل ترفض الطفل المتورط في قضية قتل بالسيجارة |
متى يتكلم الطفل ؟ وما هي كيفية تعليم الطفل الكلام ؟ |
من هو المعوق |
التنشئة السليمة للطفل المعوق |
ماذا أفعل مع طفلي المعوق؟ |