منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 10 - 2021, 10:48 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

البابا شنودة الثالث
شخصيات أخطأت وتابت


* ولكنه قدم لنا في هؤلاء القديسين الذين أخطأوا، صورًا رائعة من التوبة. نصف الحقيقة أنهم أخطأوا، والنصف الآخر، الأروع، أنهم تابوا..

إن الكتاب المقدس صريح وواقعي. إنه يقدم لنا قديسين من نفس طبيعتنا، التي يمكن أن تخاف، وأن تشتهى، وأن تقتر، وأن تهرب، وتختبئ من الله.. حتى السبعة ملائكة الذين للسبع كنائس في آسيا، نراهم من نفس الطبيعة البشرية العادية:

لذلك حينما ندرس هؤلاء الرعاة، الذين وصفهم الكتاب بأنهم ملائكة، لا ننسى أن واحدًا منهم كان فاترًا، لا هو حار، ولا هو بارد، وكان الله مزمعًا أن يتقيأه (رؤ 3: 16). ونرى واحدًا آخر منهم، على الرغم من تعبه وكده لأجل الله، عاد وترك محبته الأولى، وأرسل له الله قائلًا "أذكر من أين سقطت وتب" (رؤ 2: 5). ونرى ملاكًا ثالثا من ملائكة هذه الكنائس السبع، يقول له الرب "إن لك اسمًا إنك حي وأنت ميت" (رؤ 3: 1)


إنها نفس الطبيعة البشرية التي لباقي لناس.. والكتاب المقدس لا يكلمكم من وحى الخيال، ولا يصور لكم قديسين لهم أجنحة من نور ونار، ويطيرون في السماء، ويسبحون في أجواء القداسة العليا.

ولكن بعمل الله القوى الذي عمل فيهم، بنعمته التي دخلت إلى قلوبهم، بروحه القدوس الذي أرشدهم وقواهم وأشترك في العمل معهم.. بهذا قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه.. وتغيَّروا.

بطرس الذي خاف ذات مرة أمام جارية وأنكر المسيح، وتحول إلى القديس بطرس الجبار العنيف، الذي وقف أمام ولاة وملوك، وقال للشيوخ ولرؤساء الكهنة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 21).. جاهر بالإيمان، وتعب لأجله، وصار شعلة من نار، وصلب، ومات شهيدًا.

ما هذا يا أبي القديس بطرس؟ يجيب: لقد كنت ضعيفًا مثلك، وخائفًا مثلك. لكن الله عمل في ضعفي، وروحه قواني وشددني، فشهدت له أمام الكل..

إذن، حينما نجد القديس بطرس الرسول قد ملأ الدنيا تبشيرًا، لا نقول إنه من طبيعة أخرى سامية غير طبيعتنا.. كلا، إنه مثلنا. ولكنه فتح قلبه لعمل الله، وسلم مشيئته لمشيئة القدوس

وإن رأينا إنسانًا مثل القديس بولس الرسول، قد تعب أكثر من جميع الرسل، وكرز في كل أرجاء الأرض، فلا نظن أنه قد ولد هكذا.. وإنما هو نفسه يعترف ويقول: "أنا الذي كنت من قبل مجدفًا ومضطهدًا للكنيسة، ولكنني رحمت لأنني فعلت ذلك بجهل" (1تى 1: 13)..

وإن عرفنا جبارًا من جبابرة الروح والرعاية مثل القديس موسى النبي، الذي أجرى الله على يديه معجزات في أرض مصر، وشق البحر بعصاه، وضرب الصخرة ففجر منها الماء، أنزل من السماء المن والسلوى.. فلا نظن أنه قد ولد هكذا.. بل أنه عاش في مبدأ حياته كأمير في قصر فرعون، بكل ما تحمل الإمارة من رفاهية وتنعم وكبرياء، معتدًا بنفسه، يضرب المصري فيقتله. ولكن الله أمسك به، علمه طريقه. أمسكه "ابن النجار"، بالفارة والمنشار، وأزال نتوءاته وصنفره، وعمل فيه، حتى صار قديسًا عظيما ً لا نستحق التراب الذي يدوسه بقدميه.. "وصار الرجل موسى حليمًا جدًا، أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3)

هذه عينات من الناس، أخذها الله كما هي، وعمل فيها، وعمل معها، صارت له، وأخذت من بهائه، ومن قوته.

وبالنسبة إليك، لا تشابه القديسين في ضعفاتهم، وإنما في طهرهم.

لا تتهاون معتذرًا بأن القديسين أنفسهم قد أخطأوا، إنما أنظر إلى توبتهم وأعماقها العجيبة، والتصاقهم الطبيعي بالله.

* وحينما نقول إنهم أخطأوا، فلا نعني أن حياتهم كلها كانت خطية. بل السقطات كانت الوضع العابر الطارئ في حياتهم. أما القداسة فكانت الوضع الطبيعي الدائم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أخطأت أخطأت ياربي يسوع إغفر لي - الذكصولوجية الأولى بلحن أيام الصوم المقدس
عظة متاعب الحياة للبابا شنودة الثالث _ من اجمل عظات البابا شنودة الثالث
1- شخصيات الميلاد 02 01 1991 محاضرات يوم الأربعاء البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث (117) من شخصيات القرن العشرين
شخصيات أخطأت وتابت


الساعة الآن 12:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025