"فدخلوا السفينة،
وكانوا يذهبون إلى عبر البحر إلى كفرناحوم،
وكان الظلام قد اقبل،
ولم يكن يسوع قدأتىإليهم".
*إن سألت: ولِم تركهم ولم يظهر لهم؟ أجبتك: ليعرفهم كم هو أثر تركه إياهم، ويجعل شوقهم إليه أعظم تأثيرًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"وهاج البحر من ريح عظيمة تهب".
*تتقاذف الأمواج العاتية من هم ليسوا مع يسوع، وقد انفصلوا عنه أو بدوا غائبين عنه، بانصرافهم عن شرائعه المقدسة. فانفصلوا بسبب الخطية عن ذاك القادر أن يخلص. فإن كان الأمر ثقيلًا علينا أن نكون في ظلمة روحية، فإن كنا مثقلين بسبب ابتلاع بحر الملذات المريرة، فلنقبل يسوع، لأنه هو يخلصنا من المخاطر ومن الموت في الخطية.
القديس كيرلس الكبير
"فلما كانوا قد جذفوا نحو خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة،
نظروا يسوع ماشيًا على البحر،
مقتربًا من السفينة،
فخافوا".
25 أو 30 غلوة Stadia تعادل حوالي 5و3 ميلًا. وكان البحر حوالي 6 أميال من الجانب إلى الجانب الآخر.بحسب ما ورد في يوسيفوس المؤرخ(672) كان عرض البحيرة حوالي 40 غلوة أي حوالي خمسة أميال، أما طولها فيبلغ حوالي 140 غلوة أو 18 ميلًا. ويرى بلينيPliny أن اتساعها كان 6 أميال وطولها 16 ميلًا .
يرى القديس أغسطينوس أن رقم 25 يشير إلى الناموس المدرك حرفيًا، بينما رقم 30 يشير إلى الناموس مدركًا خلال الإنجيل. لم يحدد إن كانوا قد بلغوا 25 غلوة أم ثلاثين غلوة. رقم 5 يشير إلى الناموس، أو أسفار موسى الخمسة والتي سبق الإشارة إليها خلال الخمسة أروقة المؤدية إلى البركة، وخمسة أرغفة من الشعير التي كان يحملها غلام. إذا حاول أحد أن يفهمها ناموسيًا (5×5) تكون المحصلة 25. أما إذا حاول إدراكها خلال الكمال الإنجيلي أي رقم 6 تكون المحصلة 60. الكمال الإنجيلي يرمز برقم 6 حيث كملت الخليقة. عندما ندرك الناموس إنجيليًا نرى يسوع ماشيًا على البحر، مقتربًا إلينا جدًا.
*لهؤلاء يكمل الناموس، لذلك يأتِ يسوع. كيف يأتي؟ ماشيًا على الأمواج، ضابطًا كل دوامات العالم التي تبتلعنا تحت قدميه، ضاغطًا على كل مرتفعاته. هذا ما يحدث، فإذ يعبر الزمن وتمتد الأجيال، تزداد التجارب، وتكثر الكوارث والأحزان، كل هذه تتصاعد لتبتلع، لكن يسوع يعبر واطئًا بقدميه الأمواج .
*لقد وطأ أعالي العالم إلى أسفل لكي يتمجد بواسطة المتواضعين(675).
القديس أغسطينوس
*مما يلوح لظني أن هذه المعجزة هي أخرى غير المعجزة التي وردت في بشارة متى (مت 14: 22-23).
إن سألت: لماذا خافوا؟ أجبتك: إن الأسباب التي جعلتهم يخافون كانت كثيرة، فمن جهة الوقت كان ظلامًا، ومن جهة البحر لهبوب الرياح، ومن جهة المكان لأنهم لم يكونوا قريبين من الأرض.
القديس يوحنا الذهبي الفم