فإنّ مملكة المسيح ليست طريقة كلاميّة ولا صورة بيانيّة. إذ إنّ المسيح يحيا، حتّى بوصفه إنسانًا، في الجسد عينه الّذي اتّخذه يوم تجسّد، والّذي قام بعد الصّليب، ويبقى متّحدًا بنفسه البشريّة وممجّدًا في شخص الكلمة. إنّ المسيح، إله وإنسان حقّ، يحيا ويملك، وهو ربّ العالم، الّذي وحده يحفظ حيًّا كلّ موجود.
لماذا لا يظهر الآن في كلّ مجده إذاً؟ لأنّه مع كونه في العالم، فمملكته "ليست من هذا العالم"، أجاب يسوع بيلاطسَ: "إنّي ملك. وأنا ما ولدت وأتيت إلى العالم إلاّ لأشهد للحقّ؛ فكلّ من كان من الحقّ يصغي إلى صوتي". فمن كان ينتظر من المسيح سلطة زمنيّة، مرئيّة، كان على خطأ إذ: "ليس ملكوت الله أكلاً وشربًا، بل برّ وسلام وفرح في الرّوح القدس".