رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان كما شاء الله "وفرح يونان من أجل اليقطينة فرحًا عظيمًا" (يون 4: 6). صدقوني أنني عندما قرأت من الفرح العظيم الذي فرحه، يونان باليقطينة انذهلتجدًا... أنها ولا شك عبارة مخجلة.. هل تفرح يا يونان فرحًا عظيمًا من أجل اليقطينة التي ظللت عليك، ولا تفرح ولو قليلًا، بل تغتاظ من أجل رحمة الله التي ظَلَّلَت على 120 ألف نسمة؟! ألم يكن الأجدر أن تفرح هذا الفرح العظيم من أجل خلاص نينوى؟! ولكنك فرحت باليقطينة، لأنك تفكر في راحتك الشخصية، في ذاتك، وليس في ملكوت الله على الأرض..! والله رأى في أن يفرحك بهذا الأسلوب الذي تفرح به. لكي يريك أنه مهتم بك، وأنه لا يعاملك حسب أعمالك، بل حسب وفر حنانه.. ينزل الله إلى مستواك المادي، لكي يرفعك إلى المستوى الروحي اللائق بنبي.. انه يعاملك بهذه الشفقة وأنت خاطئ، لكي يغرس في قلبك الشفقة نحو الخطاة. وهكذا يعالج قسوتك على أهل نينوى وعدم رحمتك نحوهم. واليقطينة التي أعدها الله ليونان، كانت تحمل هدفين: الأول هو إظهار الشفقة نحو يونان إذ تظلل عليه، والهدف الثاني أن يتعلم من قصتها درسًا روحيًا نافعًا لحياته. بنمو اليقطينة يعمل الله عمل رحمة نحو يونان، وبهلاك اليقطينة في يبسها، يعمل الله عمل تعليم وإرشاد ليونان، لكي ما تستفيد ماديًا ونفسيًا وروحيًا. |
|