رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة وسلوك «كُلُّ ما شَقَّ ظِلفًا وقَسَمَهُ ظِلْفَينِ، ويَجترُّ مِنَ البَهَائِمِ، فَإِيَّاهُ تأكُلُونَ» ( لاويين 11: 3 ) شيئان كانا لازمين ليجعلا الحيوان طاهرًا، هما أن يجتر، وأن يشق الظلف. وواحد من هذين الشيئين لم يكن كافيًا على الإطلاق لإثبات الطهارة الطقسية، بل يجب أن يقترن الاثنان معًا. والآن بينما كانت هاتان العلامتان كافيتين لإرشاد اليهودي بشأن طهارة الحيوان أو نجاسته، دون بحث فيما تعنيه، أو لماذا وُضعتا هكذا، فإن المسيحي له أن يتساءل عن المعنى الروحي أو الحق المُتضمَّن في هذه الأمور الطقسية. فماذا نتعلَّم إذن من هاتين الخاصيتين في الحيوان الطاهر؟ إن الاجترار ما هو إلا تعبير عن عملية ”الهضم الداخلي“ للغذاء المأكول. والظلف المشقوق يُكلِّمنا عن صفة السلوك في الخارج. ونحن نعرف أن هناك علاقة متينة جدًا بين الأمرين في الحياة المسيحية. فالشخص الذي يتغذى بمراعي كلمة الله الخضـراء، ويهضم في الداخل ما يتناوله؛ ذلك الذي يستطيع أن يُقرن التأمل الهادئ في دراسته في الكلمة بروح الصلاة، لا بد أن تظهر على سلوكه في الخارج تلك المسحة التي تؤول لمدح الرب، الذي في نعمته أعطانا كلمته، لتكيّف عاداتنا وتحكُم طرقنا. إننا نتعلَّم درسًا كاملاً وصحيحًا من الماشية التي ترعى في الخضـرة؛ فهي أولاً تفتش عن المرعى الأخضـر النامي، ثم بعد أن تأكل وتشبع، تربض في هدوء وتجتر. وإنها لصورة حية وجميلة للمؤمن الذي يتغذى ويجتر على مكنونات الكلمة الثمينة المُوحى بها. وكم نشتاق أن نرى بيننا الكثيرين من هذه العيِّنة! كم نشتاق أن نُعوِّد أنفسنا على أن نجد في الكلمة المرعى الدسم لنفوسنا! هذا بكل تأكيد يجعلنا أقوياء وأصحاء. ولنحذر من قراءة الكتاب المقدس مجرَّد قراءة شكلية جافة. ولكن لنذكر دائمًا أن الاجترار ينبغي أن لا ينفصل عن الظلف المشقوق. الأمران مُتلازمان لإقرار طهارة الحيوان. ومن جهة التطبيق الروحي فإنهما على غاية الأهمية من وجهة النظر العملية. إن الحياة الداخلية والمسلَك الخارجي يسيران جنبًا إلى جنب. قد يقول شخص إنه يحب كلمة الله ويتغذى بها، ويدرسها ويهضمها، لكن إن كانت آثار خطواته في طريق الحياة ليست كما يحق لمطاليب الكلمة، فقوله باطل. ومن جهة أخرى قد يسلك شخص كأنه بنقاوة فريسية، لكن إن لم يكن مسلَكه نتيجة للحياة الداخلية الخفية، فهو بلا قيمة. أمران يستمد كل منهما قوامه الصحيح وكيانه الحي من الآخر. . |
|