موقفنا من دم المسيح

[walaa farouk]

موقفنا من دم المسيح...
سؤال... قال لي احدهم إن دم المسيح هو لجميع الناس.
وهو قد غفر للكل حتى للملحدين او الاشرار.
لذلك يجب ان نكون مطمئنين لكفاية دمه، بغض النظر عن حالتنا نحن. لانه ليس المهم موقفنا من المسيح، انما المهم هو موقف المسيح منا.
... فما رأيكم في هذه العبارات؟؟؟؟
الاجابة على تلك الاقوال:
حقا إن دم المسيح هو لجميع الناس
، ويجب ان نكون مطمئنين لكفاية دمه
، فقد قدم لنا فداء يكفي لمغفرة خطايا جميع الناس في جميع الاجيال ولكن......
عبارة" ليس المهم هو موقفنا من المسيح" عبارة خاطئة تماما،
ولاتتفق مع تعليم المسيح نفسه.
اولا: هناك مسألة الايمان بالمسيح ودمه، وقبول الانسان للمسيح وفدائه. ولاشك أن الذي لايؤمن بالمسيح سيدان....(مر١٦ ١٦) فلاتقل اذن ليس المهم هو موقفنا من المسيح..لاننا إن لم نؤمن بالمسيح وبفاعلية دم المسيح، فلايمكن أن ننال فداء او مغفرة.
ومع أن دم المسيح هو لجميع الناس، وخلاص المسيح هو للجميع الا أنه سوف لاينال هذا الخلاص الا المؤمنون به. وهذه حقيقة وضحها الكتاب بقوله:
......لكي لايهلك كل من يؤمن به( يو٣ :١٦) لم يقل" كل العالم" وانما قال:" كل من يؤمن به"
لذلك فان عبارة:" قد غفر للكل" حتى للملحدين والاشرار، لا يمكن قبولها اذا استمر الملحدين ملحدين، واذا استمر الاشرار اشرارا...فلا مغفرة اذن للملحدين، الا اذا تركوا لالحادهم وآمنوا بالمسيح. وهذاموقف يجب ان يتخذه حيال المسيح. يجب ان يؤمنوا، وان يقبلوا المسيح حاملا لخطاياهم، ومخلصا لهم، وبدون قبولهم المسيح لن ينالوا غفرانا. وفي هذا قال الكتاب:" اما الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانا ان يصيروا اولاد الله"( يو ١ :١٢)
موقف المسيح واضح. ولكن يبقى موقفك انت منه.
إنه يريد ان يخلصك. ولكنه لايفعل ذلك بدون ارادتك.
موقفه إنه واقف على الباب يقرع، وموقفك هو ان تفتح له. إنه يقول:" اناواقف على الباب اقرع. من يفتح لي، ادخل واتعشى معه"( رؤ٣ :٢٠) فان لم تفتح له- وهذا موقف منك- لن تنال خلاصا.
لاتقل اذن: ليس المهم هو موقفنا، المهم هو موقف المسيح فلو كان الامر يتوقف على المسيح وحده، لخلص جميع الناس. لانه " يريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون. ولكن هناك استجابة بشرية يجب ان تتم. والا يقول الرب كما قال لاورشليم:" كم مرة اردت... ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا"( متى٢٣ :٣٧)
كيف يعقل أن موقف الانسان لايهم...؟ هوذا المسيح يقول:
" من ينكرني قدام الناس، انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السموات"( متى١٠ :٣٣) هذه نتيجة لموقف الانسان.
اذن فقبول المسيح والايمان به وبفدائه، امر جوهري، وموقف اساسي يجب ان يتخذه الانسان، فلايقف من المسيح موقفا سلبيا.... وماذا ايضا؟؟
يقول الرب:" من آمن واعتمد خلص"( مر١٦ :١٦)
لايكفي فقط ان تؤمن لكي تنال استحقاقات دم المسيح، انما يجب ان تعتمد ايضا، يجب ان" تدفن مع المسيح في المعمودية"( رو٦ :٣) تموت معه وتقوم معه. لهذا قال حنانيا لشاول الطرسوسي، بعد ان قبل المسيح وآمن به" ايها الاخ شاول، لماذا تتوانى؟ قم اعتمد واغسل خطاياك"( اع٢٢ :١٦)
هل تقول: ولماذا اعتمد؟ هو موقف المسيح مني؟ إنك باعتمادك تلبس المسيح، كماقال بولس الرسول:" لانكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح( غل٣ :٢٧)
وهناك امور اخرى خطيرة من جهة موقفك، كالتناول مثلا:
يقول الرب:" إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم.... من يأكل جسدي ويشرب دمي، يثبت فيّ وانا فيه"( يو٦ :٥٣-٥٦)
هل تقول: لا آكل جسده ولا اشرب دمه، المهم هو موقفه مني؟ هل تظن الحياة مع الله موقفا سلبيا من جهتك؟؟
هي تريد أن الله يعمل كل شيء بينما انت في موقف سلبي؟ لو كنت مسيرا نحو الخير، او غير مشترك مع الله في العمل؟ اذن ما الفرق بين الابرار والاشرار؟
إن السيد المسيح يقول:" من يصنع مشيئة ابي الذي في السموات، هو اخي واختي وامي"( متى ١٢ :٤٩)
اذن لابد ان تحدد موقفك منه، يصنعك لمشيئته....هل تريد ان تكون من اهل بيت الله، وانت لاتصنع مشيئته، مكتفيا بموقف منك؟ هوذا الكتاب يقول:" كل شجرة لاتصنع ثمرا جيدا، تقطع وتلقى في النار"( متى ٣ :١٠) فهل انت تصنع ثمرا، ام تكتفي بموقف الذي شاء فغرسك في كرمه.
موقفه هو أنه غرسك في كرمه. وموقفك ان تصنع ثمرا... هل تكتفي بمحبة الله لك، ام يجب ان تحبه انت ايضا؟ وكيف تحبه؟ إنه يقول:" الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني.... إن احبني احد يحفظ وصاياي"( يو١٤ :٢١و٢٣)
اذن موقفك، ان تحبه وتحفظ وصاياه.
وهو يطلب منا هذا فيقول:" اثبتوا في محبتي، إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي"
لابد اذن ان تأخذ موقفا من المسيح فتحبه كما احبك
. ولاتكون المحبة من جانب واحد فقط هو جانب المسيح الذي احبك وبذل دمه عنك.
وإن كنت تحبه لاتخطئ اليه.وإن عشت قبلا في الخطيئة يجب ان تحدد موقفك الآن بان تتوب
والتوبة موقف لازم منك، لتستفيد من دم المسيح. هوذا الرب نفسه يقول:" إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون"( لو١٣ :٣) اتراك لاتتوب
وتقول: المهم هو موقف المسيح مني؟ إن عبارة المسيح هذه تمثل موقفه من غير التائبين" يهلكون"......
موقف المسيح منك، إنه يريظد ان يمحو خطاياك بدمه
، ولكن بشرط ان تتوب، والا فلن تستفيد من دم المسيح.
هل الخاطئ له نصيب في دم المسيح؟؟؟
نعم بشرط ان يتوب، موقفه اذن مهم....