الأنبا باخوميوس أب الشركة
بخصوص أن يكون الرئيس أو المدبر قدوة لأولاده:
* كان الإخوة في الحصاد وتادرس معهم يهتم بالموائد والطعام، وفي إحدى العشيات كان الأب باخوميوس مجهد الجسم مُتعبًا جدًا، فقال لتادرس: ابسط لي حصيرًا على الأرض لأرقد عليها، فبسط له حصيرًا وطرح فوقها مسحًا، فلم يؤثر الأب ذلك بل قال له: خذ المسح واترك الحصير وحدها مثل جميع الإخوة، فأخذ المسح وترك الحصير.
* ثم وضع تادرس يده في وعاء مملوء ثمرًا وملأها ومده إليه لكي يأكل فلم يأخذ بل كانت دموعه تجرى، فلما رآه تادرس وعيناه تدمعان بكى هو أيضًا وقال له: إنك مريض ولم تشأ أن ترقد على مسح شعر، وحتى كف (ملء يد) ثمر لم تشأ أن تأكله أيضًا قال الأب باخوميوس: نعم، لأنني خفت من حكم المسيح لئلا أدان بهذا السبب، لأنه قد يكون أحد الإخوة مريضًا أكثر منى ولم نعلم به، ونكون نحن الذين تحت أيدينا حاجات الإخوة (الرهبان) ننال نياحًا أكثر منهم. لا يكون ذلك أبدًا.
* فمقدم (رئيس أو أب) الرهبان هو قدوة لهم ومثال، عنه يأخذون وبه يتشبهون، فيجب أن يكون الرئيس المعلم إشارة صالحة للكل. يتصرف في جميع أموره الجسدية والروحية بإفراز كثير حتى لا يصير لإخوته حجر عثرة في أي أمر من الأمور، ويكون تعليمه لهم من سيرته وتصرفه ونسكه وهيئته ومن سائر أموره أكثر من تعاليمه لهم بأقوالهم وعظاته ويجب عليه أن يتفقدهم في حال الصحة والمرض. لأن المريض يكون أحيانًا من الشيطان العين بإطلاق (بسماح) من الله على سبيل الامتحان، فهنا نحتاج إلى إفراز كثير يمنحنا الله جل اسمه لئلا نستلقي كالفاشلين ونصير أضحوكة للشياطين بل نجاهد مقابله ولا نمل، حينئذ إلهنا الناظر إلينا يزيله عنا سريعًا.
* أما إن كان المرض قد حدث عن عارض طبيعي معروف، فما سبيلنا أن نعاند الجسد ونزيده آلامًا.