رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نوح البار
وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب ... كان نوح رجلاً بارًا كاملاً في أجياله. وسار نوح مع الله ( تك 6: 8 ، 9) يمكننا أن نرى في نوح الحقائق الروحية التالية: 1- مركزه: لقد قيل عنه «وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب». فمع أن نوحًا عاش في أيام العالم القديم الذي هلك بالطوفان، لكن الذي ميَّزه عن هؤلاء أنه «وجد نعمة في عيني الرب»، وقد احتمى في فلك النجاة، فخلص من القضاء، وهرب من الدينونة، ولم يهلك مع العُصاة. ونحن أيضًا لا نفرق شيئًا عن العالم الحاضر الذي نعيش فيه، لكن الذي ميّزنا أننا وجدنا نعمة في عيني الرب ( أف 2: 1 - 10). 2- معنى اسمه "راحة" فلأنه وجد نعمة في عيني الرب، فقد وجد الراحة أيضًا التي قال عنها الرب يسوع «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). 3- رجلاً: «كان نوح رجلاً»، يا له من تعبير جميل ينطبق عليه قول الرسول «اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالاً. تقووا» ( 1كو 16: 13 ). 4- علاقته بالعالم القديم: «كان ... بارًا كاملاً في أجياله». أ ـ بارًا: أي أنه لم يتبرر بالإيمان فقط، لكنه سلك طريق البر العملي، وهذا ما ميزه عن كل الذين حوله. ب ـ كاملاً: والمقصود كمال القلب: الغرض الواحد وعدم تجزئة القلب، والبلوغ والنُضج الروحي (وليست حالة الطفولة). لقد انطبق على نوح ما قيل عن أيوب «كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا، يتقي الله ويحيد عن الشر» ( أي 1: 1 ). 5- كانت له شركة مع الرب، وهذا ما نجده في القول: «وسار نوح مع الله» ( تك 6: 9 ). 6- طاعته: ونراها في الأقوال المُسجّلة عنه «ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل» ( تك 6: 22 ؛ 7: 5، 8؛ 8: 16، 18). 7- ساجدًا: وهذا ما نراه في القول: «وبنى نوح مذبحًا للرب ... وأصعد مُحرقات على المذبح» ( تك 8: 20 ). وهنا نجد أول مذبح يُذكر في الكتاب. ومما تجدر ملاحظته أن نوحًا بنى المذبح بعد القضاء الذي تم على العالم القديم، وبعد أن استقر الفلك على جبال أراراط. وفي كل هذا نرى الموت والقيامة والانفصال، لذلك أمكن له أن يبني المذبح ليكون ساجدًا. |
|