رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس السادس والقضاء على الحاشية: كان أول بابا في جيلنا الحاضر فتح بابه لكل إنسان، كل فرد كان يستطيع أن يجلس معه ويكلمه بلا مانع ولا عائق، وهكذا استطاع بشعبيته وبمقابلته لكل واحد أن يقضي على فِكرة حاشية البطريرك، لأن كل إنسان يستطيع أن يعطيه المعلومات اللازمة في أذنه مباشرة، فيعرف حقائق الأمور بطريق مباشر وليس عن طريق آخر. لذلك كان يعرف تفاصيل التفاصيل في كنيستنا المقدسة. لقد تميز بذاكرة قوية يندر أن يتمتع بها غيره، ذاكرة تستطيع أن تلم بأشياء يعسر على عقل بشري عادي أن يلم بها، فكان يعرف كل الخدام ومشكلاتهم في دقة عجيبة، ويذكر كل الذين يقابلونه بأسمائهم ويسلم على الشخص فيسأله عن حاله بطريقة وثيقة، ويُشعره بأبوته واهتمامه بشخصه وبأن له مركزًا خاصًا في عقل الرجل وقلبه. كان عجيبًا في هذه الذاكرة، واهتمامه بكل واحد جعله لا يعطي راحة لجسده وفكره، ولذلك ما أن مرت عليه 8 سنوات في البطريركية إلا وتكاثرت عليه الأمراض ، ولم يعد هذا الجسد قويًا كما كان في أول عهده، فالنير الشديد الذي تحمله البابا كيرلس كان عظيمًا وسط تجارب متنوعة وضيقات كثيرة .. أمراض كان يحتملها في صمت عجيب دون أن يشكو لأحد.. كان المرض يهزه هزات قد تًقْلِق راحة الأطباء المعالجين لقداسته، ومع ذلك لم يتكلم.. وإذا سأله أحد عن صحته قال وهو يبتسم "الحمد لله كويس". كان يؤمن بأن الله يستطيع أن يتدخل أكثر من الأطباء ويشفي أكثر من الدواء. وفي فترات مرضه كان يحرص أن يسمع القداس الإلهي، لذلك أمر أن توضع سماعة في حجرته الخاصة تُنْقَل إليه صلوات الكنيسة يوميًا. |
|