رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حضن إبراهيم هو عبارة مجازية استخدمها الرب يسوع في مثل لعـــــازر والغني ( لو 16 : 22 و 23 ) في وصف حالة الأمن والسعادة التي أكرم بها لعازر عند موته. وهذه الصورة المجازية مأخوذة عن العادة في الشرق القديم من الاتكاء في الولائم على وسائد، الواحد إلى جانب الآخر، وكانت الصورة التي يجلس عليها المتكئون، هي أن تصل رأس الواحد إلى صدر الجالس بجانبه، وعند الحديث كان الواحد يسند رأسه على صدر الآخر، وكان من دواعي الشرف أن يجلس أحدهم إلى جانب ضيف مرموق، والأكثر أن يجلس بجوار المضيــــــــــــــف ( صاحب الوليمة )، فجلوس شخص بجوار ضيف عظيم أو بجوار المضيف وإسناد رأسه إلى صدره، كان معناه الحظوة والصلة الوثيقة بهذا الشخص ( انظر يو 13 : 25، 21 : 20 ). فلعازر - الذي كان في حياته على الأرض مريضاً يستجدى ما يسد به رمقه، بجانب هذا الرجل الغني الذي كان يعيش عيشة مترفة - نراه ينعم في عالم السعادة في مكان الكرامة العظمى إذ يتكيء في " حضن إبراهيم ". وفي هذه القصة يذكر حضن إبراهيم بالمقابلة مع الهاوية، فما أروعه موطناً لهذا المسكين البـــار، بينما الهاوية هي مكان العذاب للغني الشرير. وكلمة " هاوية " ( " هادز " باليونانية )، في المفهوم اليوناني واليهودي، هي المكان الذي يذهب إليه جميع الأموات، ولكنه ينقسم إلى قسمين أحدهما مكان للسعادة والآخر مكان للعذاب. ولكن هذا غير الموجود هنا، فرغم أن المكانين يبدوان قريبيين، حتى يمكن الرؤية وسمع الكلام، إلا أننا نجد أن الهاوية هي مكان العذاب، علاوة على أن هناك هوة عظيمة قد أثبتت بين الهاوية ( هادز ) وحضن إبراهيم، وأنه لا يمكن عبور هذه الهوة في أي من الاتجاهين، مما يدل على أن كلا منهما قد استقر في مكانه الدائم وليس كمحطة في الطريق في انتظار الدينونة. |
|