رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين
إنجيل القدّيس لوقا 13 / 31 – 35 دَنَا بَعْضُ الفَرِّيسِيَّينَ وَقَالُوا لِيَسُوع: «أُخْرُجْ وٱمْضِ مِنْ هُنَا، لأَنَّ هِيرُودُسَ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ!». فَقَالَ لَهُم: «إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، وَأُتِمُّ الشِّفَاءَاتِ اليَومَ وَغَدًا، وفي اليَومِ الثَّالِثِ يَتِمُّ بِي كُلُّ شَيء! وَلكِنْ لا بُدَّ أَنْ أُوَاصِلَ مَسِيرَتِي، اليَومَ وَغَدًا وَبَعْدَ غَد، لأَنَّهُ لا يَنْبَغي أَنْ يَهْلِكَ نَبِيٌّ في خَارِجِ أُورَشَلِيم! أُورَشَلِيم، أُورَشَلِيم، يا قَاتِلَةَ الأَنْبِياء، ورَاجِمَةَ المُرْسَلِينَ إِلَيْها، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلادَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْها، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُم يُتْرَكُ لَكُم! وَأَقُولُ لَكُم: لَنْ تَرَوْنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيه: مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ!». التأمل: “إِمْضُوا وَقُولُوا لِهذَا ٱلثَّعْلَب: هَا إنِّي أُخْرِجُ الشَّيَاطِين” من صفات الثعلب أنه ماكر ويتصف بالحيلة والدهاء والكذب. وصفة الانسان “الثعلب” تطلق على الذين يفوقون الثعالب خبثاً ومكراً وشراً في كلامهم وسلوكهم… والمقصود بالمكر والخبث هو الظهور بشخصية متساهلة وقريبة من الاخر حتى تستميله ومن ثم تنقض عليه بقساوة لا وصف لها..لكن في كلا الحالتين يكون صاحب شخصية “الثعلب” هو الخاسر الأكبر. فإذا لعب دور “المتساهل” سيداس من قبل “عابري الطريق” وإذا لعب دور “الشخصية المتحجرة ” سيكسر حتماً ويذهب مع الريح… أظهر بعض الفريسيين حرصهم على سلامة يسوع، فاقتربوا منه ونصحوه أن يخرج من أورشليم هرباً من هيرودس الذي يريد قتله!! أرادوا أن يظهروا محبتهم الزائفة له، أرادوا أن يخدعوه كوسيلة حقيرة لإفشال مشروعه. لكن من يستطيع إخفاء نواياه الداخلية عن يسوع؟ من يستطيع التمثيل أمامه؟ لا أحد… فهو فاحص الكلى والقلوب وبخفايا الحاضر والمستقبل والعالم بالافكار قبل ولادتها، وبالكلمات قبل خروجها من الفم، وبالنوايا الباطنية لكل بشر… كشف يسوع خداع الفريسيين وأرسلهم الى الثعلب هيرودس ليقولوا له بوضوحٍ كلي أن مسيرته نحو الصليب ستستمر، ورسالته هي طرد الشياطين وتأسيس ملكوت الله وبالتالي لا ينافسه على مملكة الارض، لذلك وصفه بالثعلب الذي يحفر بيته في جوف الارض، أما يسوع سيخرج من جوف الارض قائماً ومنتصراً، كي لا يبقى للموت من سلطانٍ عليه. مملكة يسوع هي في القلوب الطاهرة، في النفوس النقية، في العقول المتواضعة لذلك شبّه نفسه بالدجاجة التي تحتضن فراخها تحت جناحيها وتجمعهم بمحبة لا وصف لها لتكون لهم الحياة… أما مملكة هيرودس فتشبه الديك الروماني الذي كان يوضع في المستعمرات رمزاً للكبرياء وعلامة للعنف والقتل من أجل السلطة… ذهب الفريسيون مع الريح وانكسرت مملكة هيرودس، وأكمل يسوع مسيرته بهدوء تام دون خوفٍ من الذين يقتلون الجسد، دون تراجع في وقت الشدة والالم، دون استسلام في زمن الصليب… أكمل مسيرته حتى القيامة كي تكون الحياة وافرة لكل من يُؤْمِن به ويعمل بمشيئة أبيه. آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مُخْرِجُ الأَسْرَى إِلَى فَلاَحٍ |
إنِّي في أحزنِ نُسخةٍ مِنِّي |
يا ربِّ إنِّي تائهٌ وخائفٌ |
رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين |
إنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب |