نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعفَاءُ مِثلُكُم
الثلاثاء السابع من زمن العنصرة
وكانَ في لِسْترَةَ رَجُلٌ سَقِيمُ الرِّجْلَيْن، أَعرَجُ مِن بَطْنِ أُمِّهِ، لَم يَمْشِ يَومًا في حيَاتِهِ. وسَمِعَ بُولُسَ يتَكَلَّم، فتَفَرَّسَ فيهِ بُولُس، ورأَى أَنَّ لَهُ إِيْمَانًا لِكَي يَخْلُص. فقَالَ بِصَوتٍ عظِيم: ” قُمْ وانْتَصِبْ على رِجلَيْك!”. فوَثَبَ الرَّجُلُ وصارَ يَمْشِي. ولَمَّا رَأَى الـجُمُوعُ ما فَعَلَ بُولُس، رَفَعُوا صَوتَهُم بِلُغَةِ لِيقُونِيَةَ قائِلِين:” لقَدْ نَزَلَتْ إِلَينا الآلِهَةُ بِشِبهِ البَشَر!”. وكانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا زُوش، وبُولُسَ هِرْمِس، لأَنَّهُ هُوَ الَّذِي كانَ يتَوَلَّى الكَلام. وكَانَ على مَدْخَلِ الـمَدِينَةِ مَعْبَدٌ لِلإِلـهِ زُوش، فَجَاءَ كَاهِنُهُ إِلى الأَبْواب، بِثِيرانٍ وأَكالِيلَ مِنْ زَهْر، يُريدُ أَنْ يُقَدِّمَ مَعَ الـجُمُوعِ ذَبيحَةً لِبَرْنَابَا وبُولُس. فلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولانِ بِذلِكَ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وأَسْرَعَا إِلى الـجَمْعِ يَصيحَانِ قائِلَيْن: ” أَيُّهَا الرِّجَال، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هـذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعفَاءُ مِثلُكُم. ونُبَشِّرُكُم أَنْ تَرْجِعُوا عَنْ هـذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلى اللهِ الـحَيّ، الَّذِي صَنَعَ السَّماءَ والأَرضَ والبَحرَ وكُلَّ ما فيها. وقَدْ تَرَكَ جميعَ الأُمَم، في الأَجْيَالِ الغَابِرَة، يَسْلُكُونَ في طُرُقِهِم، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَدَعْ نَفْسَهُ بِغَيرِ شُهُود. فهُوَ مَا زَالَ يُنْعِمُ علَيْكُم بِالـخَيْر، ويَرْزُقُكُم مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وفُصُولاً مُثْمِرَة، ويُشْبِعُ قُلُوبَكُم طَعَامًا وسُرُورًا”. بِـهـذَا الكَلام، وبَعْدَ جَهْدٍ، تَمَكَّنَا مِنْ تَهْدِئَةِ الـجُمُوعِ كَي لا يُقَدِّمُوا لَهُمَا ذَبيحَة.
قراءات النّهار: أعمال الرّسل 14: 8-18 / لوقا 10: 13-16
التأمّل:
إن أردنا الغوص في العبرة الرّوحيّة من هذا النصّ، يمكننا أن نلخّصها بكلمة واحدة هي التواضع!
في الواقع الرّوحيّ، مهما عظم شأننا أو تعدّدت إنجازاتنا فعلينا أن نبقى مدركين لحجمنا ولمحدوديّتنا كبشر فمهما علا شأننا نبقى أسرى ضعفنا الجسدي وفتورنا الرّوحيّ وهو ما يودي بنا أحياناً إلى الوقوع في شرك الخطيئة!
يساعدنا التواضع على تلمّس درب الحياة بواقعية فلا نتشامخ لدرجة التعثّر بحجارة الدرب بل نضع أقدامنا حث يجب فنصل بهدوء وأمان إلى وجهة حياتنا: تحقيق إرادة الربّ!