رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول البابا أثناسيوس الرسولي: قد يعرض أن يقولَ أحدٌ: «أين هو زمانُ الاضطهادِ حتى كنتُ أصيرُ شهيداً»؟ فأقول له أنا: «الآن يتجه لك أن تكونَ شهيداً إن أردتَ ، متّ عن الخطيةِ، أَمِت أعضاءَك التي على الأرضِ ، وبذلك تصيرُ شهيداً باختيارِك، فأولئك الشهداءُ كانوا يقاتلون ملوكاً ورؤساءً جسديين ، أما أنت فإنك تقاتلُ ملكَ الخطيةِ، محتالاً عنيداً ، والشياطين رؤساءَ الظلامِ. أولئك كانوا ينصبون للشهداءِ عقوباتٍ مختلفةً لأجلِ عبادةِ الأصنامِ ، فتفطَّن الآن فإنه توجد مائدةٌ ومذبحٌ وصنمٌ مرذولٌ، وقد يكلفون العقلَ للسجودِ، فالمائدةُ هي نهمُ البطنِ ، والمذبحُ هو التلذذ بما دَسِمَ من الأطعمةِ، والصنمُ هو شهوةُ الزنى المرذولة والمصوِّرة لتركيب الأجسام . وكذلك فإن من واظب على اللّذاتِ وتعبد للزنى فقد جحد يسوعَ وسجدَ للصنمِ ، لأن له في ذاتهِ صنمَ الزهرةِ وهو لذة الأجسامِ القبيحة. ومَن كان مغلوباً من الغيظِ والغضبِ فقد أنكر يسوعَ وله في نفسِه المديحُ إلهاً، وهو يسجدُ للغيظِ الذي هو صنمُ الجنونِ، ومن انغلب لحبِ الفضةِ، وأغلق تحننَه عن الفقراءِ، فقد كفر بيسوعَ وعَبَدَ الأصنامَ لأن له في نفسِه صنمَ عطارد وقد عَبَدَ البَرِية دون باريها. فإن أنت ضبطتَ هواك من هذه الأمورِ، وتحفّظتَ منها فقد وطأت الأصنامَ وصرتَ شهيداً والربُ يسوعُ المسيحُ يساعدك». |
|