وطيف أُطلعك على الأفكار التي كانت تحثني على الفجور؟! كيف بإمكاني أن أعبّر لك عنها؟! كانت نار تتقد في قلبي الشقي فتشغلني بكليتي وتوقظ فيّ الشوق الجارف إلى العناق. وحالما تأتيني الرغبة ملحاحة كنت أطرح نفسي على الأرض وأبللها بدموعي، كما لو كان شاهدي واقفاً بإزائي، في عصياني، يهدد بمعاقبتي على أفعالي ولم أكن أنهض عن الأرض (أحياناً كنت أبقى ساجدة على هذا النحو يوماً كاملاً) إلى أن ينزل علىّ نور هادئ عذب يضيء ظلمتي ويصرف عني الأفكار التي استحوذت عليّ. غير أني دائماً ما كنت أحوّل بصيرة ذهني باتجاه حافظتي أسألها أن تمد بعونها من تغرق سرياً في أمواج البرية. هي كانت تؤازرني وتقتبل توبتي. هكذا مرّت علي سبع عشرة سنة وأنا مقيمة وسط مخاطر متواترة. مذ ذاك ووالدة الإله تعينني في كل شيء تقودني وكأنها ممسكة بيدي.