رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعته العجيبة طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله ( يو 4: 34 ) في أول يوحنا4 نقرأ عن المسيح أنه كان لا بد له أن يجتاز السامرة، بمعنى أن ذلك كان أمرًا لا مفرّ منه. ولم تكن هناك حتمية جغرافية أن يجتاز السامرة، وهو في طريقه من اليهودية إلى الجليل، لأنه كان لليهود طرق بديلة يتفادون بها المرور على السامرة، ولكن كانت هناك حتمية إلهية أن يجتاز السامرة، لكي يخلِّص المرأة السامرية، ومن خلالها يخلِّص الكثيرين جدًا من الذين آمنوا باسمه. لم تكن لدى المسيح طاعة فقط، ولا محبة فقط، بل كانت لديه طاعة المحبة، عبَّر عنها هذا التعبير الجميل عندما قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله». وهذا معناه أنه كان يحب العمل. وفي مناسبة أخرى قال: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني» ( يو 9: 4 )، وفي هذه الآية نجد التزامه بالعمل. واسمعه يقول في يوحنا6: 38 «لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني». ليس معنى ذلك أنه عندما أتى من السماء قرر ألاّ يعمل مشيئته، وأن يضحي بالمشيئة الشخصية في سبيل إتمام مشيئة أبيه، كلا، بل إنها تعني أنه في الأزل كان هناك مشروع وقصد عند الآب يخص النفوس الهالكة، ولقد عُهد بتنفيذ هذه المأمورية للابن، فلما جاء الابن إلى المشهد يقول: أنا نزلت من السماء، ليس لأن عندي أجندة خاصة بي أريد إتمامها، بل إن سبب نزولي من السماء هو أن أتمم مشيئة الذي أرسلني، وهذا في الوقت نفسه هو طعامي. ما أعجب أنه لما رجع التلاميذ إلى معلمهم، لم يروا عليه علامات التذمر والضَجَر، ولا علامات الخوار والإعياء، بل بالحري الشبع والانتعاش، فتصوَّروا أن أحدًا أتاه بشيء ليأكل. ولكن الحقيقة أنه عندما كان يوصل عطية الله للبؤساء، كان هو شخصيًا يُطعَم ويشبع. وعندما كان يحرر النفوس الغالية من قبضة الشيطان ومن الهوان، كان ينتعش ويفرح. شيء رائع أنه كان يعتبر إتمامه لمشيئة الذي أرسله بمثابة طعام، يقبل عليه بكل نفسه. كانت الخدمة شبعًا للنفس وبهجة للروح. وهذا نوع من الشبع لا يعرفه سوى مَن يخدم الله ويتمم مشيئته في حياته. وليت الرب يعطينا أن نتذوق شيئًا من هذا الشبع والسرور. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يظهر بر يوسف في طاعته لله |
طاعته وحفظ وصاياه |
درس للمؤمن في طاعته للمرشدين |
طاعته للآب أخذته حتى الصليب |
شفائي فى طاعته |