منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2019, 09:14 AM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,803

شموع لا تنطفئ



يمر الزمان وتعبر الأيام وتموج دنيانا بأحداث كثيرة تسمى تاريخ
، تحكي فيها الأوراق والمعاصرين لها عن شخصيات عظام
عاشوا وصنعوا أعمالاً هذا خيراً وهذا شراً.
ولكن ونحن نقلب الأوراق ونفحص الأشخاص
يتوقف التاريخ عند أشخاص مختلفين بصمات حياتهم تشع نوراً
، وكلماتهم تحمل عمقاً، وتختفي سطور الأحداث من أذهاننا والذي يبقى أيقونة وملامح وصورة تحمل روحاً يحتضن وجودنا. أينما ذهبنا نشعر بهم ونتذكر وجودهم ليس بالكلمات فقط بل بأرواحهم أيضاً.
هؤلاء هم شموع لا تنطفئ وفي شهر مارس

ونحن عابرين على أيامنا نرى شمعتين نورهما لا يزالان ينيران طريق الكثيرين فهما ليسا من التاريخ لأنهما حاضران معنا بوجودهما الروحي. الأول هو البابا كيرلس السادس الذي انتقل من عالمنا في تسعة مارس، والثاني هو البابا شنودة الثالث الذي انتقل يوم سبعة عشر من ذات الشهر.
ولد البابا كيرلس السادس في 2 أغسطس عام 1902 في بلدة طوخ النصارى. ثم انتقل والده إلى الإسكندرية للعمل، وحصل البابا على البكالوريا، ثم عمل في شركة للملاحة هناك
. واشتاق أن يعيش للرب فذهب إلى دير البراموس

بوادي النطرون وصار راهباً باسم مينا المتوحد،
ونال درجة الكهنوت عام 1931م،
وبعدها دخل إلى الجبل ليعيش متوحداً يقضي يومه كله في العبادة والصلاة.
وحدثت مشكلة لسبعة رهبان في الدير والتجاؤا إليه، فأخذهم ونزل إلى البابا يؤانس وقتها الذي أنصفهم وأرجعهم إلى ديرهم. ولكنه طلب أن يسكن في طاحونة أثرية بجبل المقطم، وهناك ظل يصلي ويتعبد حتى قامت الحرب العالمية الثانية عام 1941م فطرده الإنجليز من الطاحونة لأنهم شكوا فيه أن يكون جاسوساً. فذهب إلى كنيسة بابليون الدرج، ثم طلب منه البابا أن يعمر دير أنبا صموئيل بجوار مغاغة.
وبعد إتمام المهمة رجع وبنى كنيسة في زهراء مصر القديمة باسم مارمينا وسكن في قلاية بجوارها وبنى بيتاً للمغتربين كان يخدمهم. وكان يصلي أغلب اليوم قداسات وتسابيح ومزامير، فكان منارة وقدوة حقيقية للشباب. وفي تلك السنوات كانت الكنيسة تمر بمشاكل كثيرة وانتقل البابا يوساب واختير القمص مينا ليكون البابا وجلس على كرسي مارمرقس في 10 مايو عام 1959م.
وبدأ عصر التنوير في الكنيسة القبطية على يديه فاستنارت الأديرة والكنائس بتعاليمه وأبوته الحكيمة فقد كان يحمل قوة روحية كبيرة فقد كان يصلي وهو بطريرك طول الليل ويختم سهره الروحي بقداس يومي.
وكانت صلواته مسموعة فقد كان الشعب المصري كله مسيحيون ومسلمون يقصدونه ليصلي لهم لثقتهم في قوة صلاته وقربه من السماء. ومن الأمور التي لا يعرفها الكثيرين قصة ذكرها الكاتب محمود فوزي في أحدى كتاباته "يوماً تخفى مجموعة من جماعة الإخوان المسلمين في زي كهنة ورهبان وطلبوا مقابلة الرئيس على وجه الأهمية واتصل القصر بالبابا كيرلس وقالوا له يوجد رجال دين مسيحي يطلبون لقاء الرئيس وكانت هذه الأيام أيام صوم عند الأقباط فقال البابا كيرلس قدموا لهم شاى باللبن والأقباط لا يأكلوا أو يشربوا شيئاً فيه دسم في الأصوام فإذا شربوا أعلموا أنهم مزيفين، وفعلاً قدموا لهم شاي باللبن وشربوه فقبضوا عليهم ووجدوا بطاقات هويتهم مزيفة وأنهم يحملون خنجر كانوا سيغتالون به الزعيم".
وسلم روحه الطاهرة عام 1971م. وفي 2 يونيو 2013م أقر قداسة البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس بانضمامه إلى مجمع قديسين الكنيسة القبطية.


والشمعة الثانية المضيئة التي في هذا الشهر
هو قداسة البابا شنودة الثالث الذي رحل عن عالمنا
ولكنه لا يزال صوته يتردد في أذاننا،
وصورته محفورة في قلوبنا وعقولنا.
فقد تربينا أنا وكل جيلي على تعاليمه
وقد تتلمذت أنا شخصياً على يديه، واقتربت منه ابناً لأبيه.
وبينما ولد وعاش في حياة صعبة إلا إنه كان له قلب حاني
على الجميع فقد ولد باسم "نظير جيد" في 3 أغسطس عام 1923م، وتوفيت أمه بعد ولادته مباشرة.
والتحق بجامعة فؤاد الأول وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ 1947م، ثم التحق بالكلية الإكليريكية وصار مدرساً فيها. وترك كل شيء وذهب إلى دير السريان بوداي النطرون ليترهب ويحيا حياة العبادة ورسم راهباً باسم أنطونيوس السرياني 1954م. ثم انفرد في قلاية في الجبل متوحداً لمدة سبع سنوات حتى عام 1962م حين استدعاه البابا كيرلس السادس ووضع عليه اليد ليصير أنبا شنودة أسقف التعليم والكرازة، وفي هذه الفترة كتب كتباً روحية وقصائد كثيرة.
وظل أنبا شنودة يعلم كأسقف للتعليم
حتى انتقال البابا كيرلس وجلس على الكرسي المرقسي خلفاً له في 14 نوفمبر 1971م. وبدأت تستنير الكنيسة بتعاليمه وأبوته الحانية.
وحدث خلاف مع الرئيس السادات على أحداث طائفية حدثت، ولكن الخلاف الأكبر كان حين دعاه السادات ليسافر مع الوفد المرافق له إلى إسرائيل فرفض البابا شنودة وقال: "لن أدخل القدس إلا مع أخوتي المسلمين والفلسطينيين".
ثم حدثت أحداث الزاوية الحمراء التي أصدر بعدها الرئيس السادات حملة اعتقالات واسعة وأعاد البابا إلى الدير مقيداً حريته. وظل خمس سنوات كان يدير الكنيسة من دير الأنبا بيشوي، وكانت الجموع تذهب إليه لتنال البركة الباباوية منه. ثم عاد إلى الكاتدرائية عام 1985م. وظل يخدم الكل صغيراً وكبيراً، غنياً وفقيراً، يسندنا جميعاً بتعاليمه وصلاته، فقد كان يقضي نصف الأسبوع في الدير، طيلة هذه الفترة كان ناسكاً لا يأكل إلا قليلاً ولا يشتهي شيئاً من الأرض.
احتمل آلاماً كثيرة نفسية وجسدية
، قلت له يوماً في لقاء خاص: "كيف تحتمل كل هذه الآلام"، فابتسم وقال لي: "طالما لي مخدع للصلاة هو يحمل معي آلامي".
وانتقل عن عالمنا الفاني يوم السبت 17 مارس 2012م.
وكتبت له قصيدة أنهيتها بقولي: "يا أبي وإن رحلت عن عالمنا ستظل دائماً في عالمي". وهذه حقيقة إنه معي دائماً في فكري وقلبي وأحضانه التي لم أزل أشعر بها إلى الآن".
القمص أنجيلوس جرجس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بالنار تنطفئ النار؛ بنار الروح تنطفئ نار الشهوات
قداسة البابا كيرلس شموع لا تنطفئ
لا تنطفئ
لا تنطفئ
محبة لن تنطفئ


الساعة الآن 06:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024