منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 08:23 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

هامان ومردخاي

هامان ومردخاي

وعدَّد لهم هامان عظمة غناه وكثرة بنيه .. وقال .. وكل هذا لا يساوي عندي شيئًا كلما أرى مردخاي اليهودي جالسًا في باب الملك ( أس 5: 11 - 13)

كان الناس في تلك الأيام ينظرون إلى هامان ومردخاي فيرون الأول سعيدًا جدًا والآخر بائسًا جدًا، وتلك هي نظرة العيان، أما الحقيقة فكانت عكس هذا تمامًا.
فقد كان هامان رغم تلك الأبهة والعظمة والسعادة الظاهرية كأنه في أتون من العذاب إذ كان يدخل بيته حزينًا مُكمدًا فتظن زوجته أن مصيبة كبرى قد نزلت به، أو أن الملك قد جرَّده من كل امتيازاته، أو أنه أمرَ بقتله أو نفيه، فلا تزال به مستفهمة في حيرة وخوف ولوعة حتى يقول لها السبب، فإذا هو عدم سجود مردخاي له، ذلك البواب التافه.

يا للغرابة!
ما أشبه العظمة العالمية بالطبول:
صوت عالِ من جوفٍ خالِ.

أما مردخاي فقد كان سعيدًا حقًا رغم فقره وحقارته، وكان مصدر سعادته ما يتمتع به من سلام في القلب وراحة في الضمير وهدوء في العقل سببه شعور برضى الله عنه لأمانته في أعماله وتصرفاته، ورضى مليكه عنه لأمانته في خدمته، وفوق هذا فقد كان يشعر بلذة تفوق التصور عندما يذكر أنه يهودي وأحد أفراد شعب الله الذين اتخذهم لنفسه وميَّزهم عن الشعوب الذين حولهم بأن أصبح لهم إلهًا وأصبحوا له شعبًا. فإن سجد الكثيرون لإنسان كهامان ولكنه أشرف من ذلك بكثير إذ هو لا يسجد إلا لله وحده.

ليست المسألة بالمظاهر فإنها خدَّاعة ولكنها بحقائق الأمور التي لا تكذب، وليست السعادة في الغنى ولا في الشهرة ولا في النفوذ ولا في الجاه، فقد تجتمع هذه كلها لشخص ولكنه يبقى في داخله شقيًا،
ولكن السعادة الحقيقية والغبطة الصحيحة في شيء واحد هو ”إرضاء الله“.

وما أسعدني إذا كان الله راضيًا عني، فليس رضاؤه مما يمكن أن يُشترى بالنقود مهما كثرت، ولا يعوَّض بما تسعه الدنيا من حطام، ولكنه يرضى حقًا بالإيمان، وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه.

إن الإيمان يُشعِر المؤمن براحة من جهة الحياة الأبدية كما أنه يُشعِره براحة من جهة الحياة الحاضرة، فلا تصغر نفوس المؤمنين عندما يرون الغير يزدهرون في مظاهرهم، بل يمتلئون ثقة بمركزهم ومقامهم
ومستقبلهم أكثر من ثقة أولئك بأنفسهم.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
رسائل بين أستير ومردخاي
دانيال ومردخاي
صورة الملكة استير ومردخاي للتلوين
رسائل بين أستير ومردخاي
أحشويرش ومردخاى


الساعة الآن 10:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024