منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 07 - 2012, 04:10 PM
الصورة الرمزية jajageorge
 
jajageorge Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  jajageorge غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 313
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر : 62
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,781

مفيد فوزى | يحيا «الأخوان»
بقلم مفيد فوزى نشأت مولعاً فى صباى بموسيقى تثير أشجانى البكر إلى حد الدمع. وكنت أرى ومازلت أن الذى لا تهزه الموسيقى جحش وصنم ومنزوع الإحساس. صادقت البيانو والناى، فكانت دقات البيانو تختلط بدقات القلب، وكان أنين الناى يدخلنى عالم الحزن النبيل، كانت تسرى فى جسدى قشعريرة استجابة لحفنة الجمال التى تستقبلها الأذن، وعندما بدأت أتعرف على المرأة شريكنا فى الحياة، بدأت أميز الكلمات التى تغنيها «الست» كما أطلقوا عليها فى جيلى، عرفت طريقى إلى حفلات أم كلثوم الشهرية وأنا تلميذ وحرفتنى على الإعجاب والوقوع فى الهوى. وكنت أتساءل بحيرة «هوه صحيح الهوى غلاب؟». كان دخان الحشيش مزاج الطبقة الوسطى من السميعة يملأ المكان ويختفى، فلم أستسغ الرائحة أنا الذى لا أدخن بطبعى، ورغم ذلك كنت طوع الست تعبث فى كيانى كما تشاء. ولم أكن أعرف أن رجلاً من شوامخ مصر يملك نصف كبرياء الكرة الأرضية يضع موسيقاها واسمه رياض السنباطى، وفهمت من ثرثرة المساء أن أم كلثوم قد «تسنبطت» واحتلت موسيقى السنباطى صوتها ونبراتها وأوكتافاتها. كنت أشعر بزعامة أم كلثوم ورئاستها جمهورية الفن وأحسست بقوة حزب محمد عبدالوهاب. كان للفن ذلك السلطان، وكان فى مصر أزهر ومسلمون وكانوا يملأون حفلاتها ويتمايلون معها بمشاعر عفوية، وفى القلب علاقة بالله عز وجل بلا وسيط يتدخل أو يفرض زياً أو يلوى عنق الكلمات أو يعاقب الكلمات وينزعها من جلد المعانى. كان نجيب الريحانى زعيماً، وكان الناس يضحكون من قلوبهم، وأبدا لم يزج باسم الريحانى فى صفحة الحوادث متهماً بالإساءة إلى أديان، كان الدين مصوناً وبعيداً عن ملوثات السياسة وألاعيبها، كان الفنان يسكن فى جفون عيون الناس بلا استفتاءات أو انتخابات أو هرطقات، كانت الآلاف تصفق دون توجيه أو أوامر أو حشد، وكنت أصفق لأم كلثوم وأعلم أنها تقلب أوجاعى المبكرة وأنا أقف على عتبة مدينة كالقاهرة قلبها من حجر، ولكنها تلين أمام صوت الست أو ضحكة للريحانى أو شخطة لسليمان نجيب أو تمثال للسجينى أو تنهيدة لعزيزة أمير أو منشور حب لحسين صدقى! كان محمد عبدالوهاب فى زمن «الليل لماخلى» و«كروان جبران» يأخذنى إلى زمن الروقان والناس الرايقة. وسمعت محمد عبدالوهاب يتحدث فى برنامج إذاعى لطاهر أبوزيد عن صوت الشيخ محمد رفعت أعظم قارئى القرآن، كان يتكلم عن طبقات صوت الشيخ وكيف يصعد ويهبط بالإيقاع ويملأ الإنسان بالخشوع، ولم ينبر أحد ليهاجم عبدالوهاب ولا خرج من صفوف المحامين من يتعرض لفكر عبدالوهاب ليحقق شهرة. كانت مسام الناس مفتوحة لآراء أخرى قد تخالف آراءها. ولكن لم يعرف ذلك الزمن التهديد والوعيد واتهامات مبتذلة مثل العثور على مخدرات فى سيارة، كان الرجال «ملو هدومهم» وأصبح الآن الرجل مجرد «جاكتة»! وحتى فكرى أباظة يوم خرج فى «المصور» برأى الصلح مع إسرائيل كان كاتباً له رأى ولم يخش سلطة، صحيح «شلحه» عبد الناصر من منصبه، ولكنه قال رأياً وتحقق - رغم النكسة - عبدالناصر «تعّمد» فى مدرسة الإخوان ثم انقلب عليهم فحاولوا «اصطياده» فى ميدان المنشية. لا أنسى صوت عبدالناصر المتحشرج «كلنا جمال عبدالناصر». وجاءت الأحكام القاطعة للرقاب بعد ذلك، وحتى لا أستدعى أحداث الهضيبى وسيد قطب من ذاكرة لم تصدأ بعد، فأنا لا أنسى صوت أسمهان المتوحش الناعم المشتبك بلحم الحياة، وحسدت كاتبنا النادر محمد التابعى يوم كان قلبه يتسع لصهيل أسمهان، وتأملت «أحمد سالم» الذى جنت به أسمهان وهل يا ترى كان غموض سالم وصمته يحركان مشاعر امرأة؟ وعرفت صوت العندليب الآمر للقلوب أن تتورط فى الحب. وأتذكر أنى بكيت بالدمع الهصور يوم غنى «تخونوه» من موسيقى فاجنر مصر «بليغ حمدى» ولا أعرف لماذا بكيت مع أنى لم أكن قد عرفت طعم خيانة امرأة بعد، وكرهت العقاد يوم قال لامرأة جميلة «أنت أحلى من الوفاء». عرفت فيروز ووقعت - حتى الثمالة - فى شباك صوتها واستطاع الرحابنة تتويج فيروز «رئيسة جمهورية الغناء» فى العالم العربى، بديمقراطية اختيار حر للملايين دون «تسويد بطاقات» أو منع قرى من التصويت ودون كرنفالات مدججة بالسلاح تؤكد فوزها. اختارتها الملايين دون ميدان، لأن الحب والمحبة أكبر سلطان، والفنان والسياسى يستفتى بالحب، وبالحب وحده. لقد صاغ منصور وعاصى السلطنة الفيروزية الأخاذة وصار صوتها بالنسبة لى اعتذارا عن بعض ركاكة الحياة، الشدو متحضر، وكلمات منصور رحبانى مغموسة فى العشق وهى قطعة من أدب رصين، وموسيقاها بناء معمارى، وكنت صادقاً يوم كنت أباهى بحبى لفيروز فى زمن أم كلثوم، حيث تكلم شعب بأكمله، لكننى ظللت وفياً لآخر العمر لأم كلثوم «القصائد». ويجىء شهر رمضان ومصر فى حكم الإخوان ليكون اختباراً لحكام هذا الزمان، وهل هو فن كل المصريين أم فن التيارات المتأسلمة واللحى المتشددة؟ و«الميه تكدب الغطاس»، ولكننى أهتف للفن الذى لا تقامر به السياسة وتسقطه من فوق جواده: يحيا «الأخوان» رحبانى.

المصرى اليوم
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ابنة مفيد فوزي تعلن حاله والدها
احتقان رهيب من أهالي دمياط ضد مفيد فوزي
مفيد فوزي يكشف سرا مهما عن مبارك
مفيد فوزي العادلي أنقذنا من شرور الإخوان
مفيد فوزى يكتب | وتقول لى «إخوتنا فى رابعة»؟!


الساعة الآن 10:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024