22 - 05 - 2018, 04:29 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وجد كلامك فأكلته + وجد كلامك فأكلته
فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي
لأني دعيت باسمك يا رب إله الجنود (إرميا 15: 16)
سلام في الرب
أردت اليوم أن أتحدث عن الكتاب المقدس بشكل اختباري من جهة الإعلان الإلهي، لأن أن أردنا أن نستوعب سرّ الكتاب المقدس، فعلينا أن نغوص في مجد الإعلان الإلهي عبر صفحاته وأسفاره المقدسة، ودخولنا في مجال المجد ليس سهلاً علينا أبداً، وذلك بسبب تغربنا عن المجد الإلهي بسبب الفساد الذي يعمل فينا للموت: إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3: 23)
وبسبب ذلك العوز
فأن معرفتنا بالكتاب المقدس ستكون من منطلق منظور عقلي مُجرد من نور الحكمة والاستنارة التي كان يتميز بها ذهن الإنسان قبل أن ينغلق على النور السماوي بسبب عدم الطاعة الذي أدى للسقوط وبالتالي إفساد الطبيعة وإقصائها عن الحق، فبات من الواضح أنه من الصعب على العقل الإنساني أن يُدرك ذلك النور البهي الذي لوجه الله الحي المشرق في كلمته، فلم يعد للإنسان القدرة على التعرف على مجد الإله الواحد لأن الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعاً، فَسَدُوا، لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ (مزمور 14: 3)
ولذلك السبب يتوه الإنسان ويضل تماماً
عن القصد الإلهي المعلن في كلمة الحق الممتدة عبر التاريخ الإنساني كله، وبالتالي لا يستطيع أن يفهم الكتاب المقدس فهماً صحيحاً كاملاً حسب القصد الإلهي، إلا لو دخل في سرّ الإيمان بشخص المسيح النور الحقيقي الذي اتى في ملء الزمان ليُنير كل إنسان آتٍ إلى العالم، لأن الدخول في سرّ الإيمان يُعطي استنارة لأن في تلك الساعة الرب بنفسه يفتح الذهن ليفهم الإنسان الكُتب.
فكل من يدخل للكتاب المقدس
بأي غرض آخر غير معرفة الله في سرّ الإعلان عن ذاته، فأنه سيضل حتماً ويبتعد تماماً عن حياة الشركة التي قصدها الله على مستوى الشركة معه بشكل منفرد وبشكل جماعي، لأنه قَصد أن يصنع كنيسة، أعضاء مرتبطة بعضها ببعض في جسد واحد لهُ رأس واحد هو شخص المسيح الكلمة.
فيا إخوتي لا يستهين أحد
بثقل المجد المخبوء في كلمة الله سر حياة الإنسان، ولا يظن أحد أن بقدرته وبحثه يستطيع أن يرى هذا المجد ويتشرب منه ويحيا فيه، لأنه مجد الإله الحي وليس مجد الناس ولا صناعتهم الخاصة، فهو الذي يهبه لنا ويكسي عورتنا به، فاطلبوا مجد الإله الحي بإيمان دون ارتياب، فادخلوا لكلمة الله بوقار قارعين بابها الرفيع لكي تفتح وتعطيكم، لأنها كلمة نابضة بحياة الله نفسه، وكل من اختبرها ودخل إليها بقلبه وروحه بإيمان أنها حياته يعرف ماذا أقول وماذا أكتب، لأن كلامي ليس نظرية فكرية ولا موضوع جميل وجديد للاطلاع والثقافة ولا مطروح من أجل الجدل والنقاش، بل للخبرة والحياة لكي يكون لنا شركة مع بعضنا البعض كأعضاء في جسد حي رأسه شخص المسيح الرب.
+ أنا قد اعطيتهم كلامك، والعالم أبغضهم
لأنهم ليسوا من العالم، كما إني أنا لست من العالم (يوحنا 17: 14)
+ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي (مزمور 119: 105)
+ فتح كلامك يُنير، يُعقل الجهال (مزمور 119: 130)
+ ابتهج انا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة (مزمور 119: 162)
أطلبوا الحكمة النازلة من عند أبي الأنوار فتأتيكم سريعاً وتسكن قلبكم
+ الحكمة أسرع من الحركة ذاتها، وهي لطهارتها تنفُذُ في كل شيء. لأنها نسمة الله القدير، وقوة صافية فاضت من مجد القدير. فلذلك لا يُصيبها دنس، لأنها ضياء النور الأبدي. والمرآة النقية التي تعكس أعمال الله الصالحة. ومع أنها وحدها، فهي تفعل كل شيء وتُجدد كل شيء وتبقى هي ذاتها. ومن جيل إلى جيل تحل في نفوس القديسين وتجعلهم أحباء الله وأنبياءهُ، لأن الله لا يحب أحداً إلا الذي يُلازم الحكمة. فالحكمة أبهى من الشمس وأسمى من الأفلاك ولا تتقدم على نور النهار، لأن النهار يتبعه ليل، واما الحكمة فلا يغلبها الشرّ (لا تقوى عليها الظلمة). (الحكمة 7: 22 – 30 ترجمة سبعينية)
|