ما الذي عناه يسوع عندما قال بع ما تملك
مرقس 10: 21 – 23 “فحدق إليه يسوع فأحبه فقال له: ((واحدة تنقصك: اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني)). فاغتم لهذا الكلام وانصرف حزينا، لأنه كان ذا مال كثير. فأجال يسوع طرفه وقال لتلاميذه: ((ما أعسر دخول ملكوت الله على ذوي المال)).”
يقول البعض ان فكرة الثراء ليست خاطئة بحد ذاتها بل السلوك إزاء الثراء هو ما يجعله أخلاقياً أم لا. فإن كنت تحب اللّه أكثر من مالك لا مشكلة حتى ولو كنت ثريا جداً. لا مشكلة إن كنت تملك الكثير من المال في حال لم يكن المال يملكك.
إذاً يقولون انه من الممكن ان يكون عندك كنز على الأرض والملكوت في قلبك لكن هذا يتعارض بطبيعة الحال مع ما يقوله يسوع في عظته على الجبل حيث يقول ان قلبك يكون حيث يكون كنزك ويؤكد انه يصعب على الأغنياء دخول ملكوت اللّه ويطلب من تلاميذه بيع المقتنيات واعطاء الغلة للفقراء.
لوقا 12: 33 – 34 “بيعوا أموالكم وتصدقوا بها واجعلوا لكم أكياسا لا تبلى، وكنزا في السموات لا ينفد، حيث لا سارق يدنو ولا سوس يفسد. فحيث يكون كنزكم يكون قلبكم. “
بيع كلّ شيء؟
هل يقول يسوع حقاً ان على المسيحي بيع كلّ شيء ؟ ما لا يدركه الناس هو ان يسوع لا يدعو الى بيع كلّ المقتنيات بل الى جمع كلّ المقتنيات:
مرقس 10: 28 – 31
“وأخذ بطرس يقول له: ((ها قد تركنا نحن كل شيء وتبعناك)). فقال يسوع: ((الحق أقول لكم: ما من أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أما أو أبا أو بنين أو حقولا من أجلي وأجل البشارة. إلا نال الآن في هذه الدنيا مائة ضعف من البيوت والإخوة والأخوات والأمهات والبنين والحقول مع الاضطهادات، ونال في الآخرة الحياة الأبدية. وكثير من الأولين يصيرون آخرين، والآخرون يصيرون أولين)).”
من يترك كلّ شيء، يربح الكثير لا فقط في السماء بل هنا والآن. وهذا ما يؤكده سفر أعمال الرسل:
“وكان جميع الذين آمنوا جماعة واحدة، يجعلون كل شيء مشتركا بينهم، يبيعون أملاكهم وأموالهم، ويتقاسمون الثمن على قدر احتياج كل منهم،…” (أعمال الرسل 2: 44 – 45)
هكذا يريدنا يسوع ان نعيش ويحمّل كلّ واحد منا هذه المسؤوليّة. فهل انت جاهز وراغب بالقيام بذلك؟