رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد يصوم البعض بدافع تطهير الذّات أو طلب المغفرة، أو خوفاً من العقاب الإلهي. وأمّا نحن فنصوم لأنّنا نحبّ. ولعلّ الصّوم هو التّعبير الأمثل عن الحبّ، لأنّه بمثابة موت عن الذّات إحياءً لها بالمسيح. الحبّ الحقيقيّ هو الموت عن الذّات من أجل المحبوب. فالأمّ تموت عن ذاتها لينمو أبناؤها والأب كذلك، في سبيل تأمين حياة أفضل لهم. والكاهن يموت عن ذاته فتزدهر الرّعيّة، والجندي كذلك فيحيا الوطن... كلّ حبّ يُتَأَكّد ويُثمر بالموت عن الذّات. من هنا تتبيّن لنا مفاهيم الصّوم المبارك ويتجلّى لنا معناه الحقيقي، غير ذلك الّذي يجنح إلى الواجب أو العادة. لذا ينبغي علينا أن نعيد النّظر في فهمنا له وفي سلوكنا فيه. نحبّ كثيراً، فننقطع برغبة ومحبّة وإرادة حرّة ونموت عن العالم لنحيا الحبيب السّاكن فينا ونحبّه أكثر. ويستطيب لنا هذا الانقطاع لأنّ به نعاين صورتنا الّتي هي على صورة الله، ونمتلئ حبّاً وفرحاً. فما إن تنفتح قلوبنا على المحبّة الإلهيّة حتّى نجدها متغلغلة في كلّ ذرّة من كياننا. نحبّ كثيراً فننقطع عن الفاني لنحيا الباقي للحياة الأبديّة. ونصوم لنحبّ السّيّد أكثر، ونعرفه أكثر. "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" ( متى 4:4) ، فثمّة ما هو أعظم من الخبز ألا وهو الحبّ الإلهي. ذاك الّذي يخلق الإنسان كلّ لحظة من جديد وينمّيه، فيكبر ويسمو وتكتمل إنسانيّته. بالصّوم والانقطاع، وصل آباؤنا القدّيسين إلى المرحلة الأسمى من حياتهم، ألا وهي الحياة بالحبّ وبالحبّ فقط. أعطنا أيّها المسيح الحبيب أن نموت عن ذواتنا ونتخلّى عن إنساننا العتيق ونتمسّك بالإنسان الجديد الّذي فيك. ذاك الّذي أردته كتلة حبّ تتنقّل في هذا العالم. أنت الّذي يليق بك كلّ حب ومجد وإكرام وسجود، مع أبيك وروحك الحيّ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الدّاهرين. أمين. التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 19 - 02 - 2018 الساعة 10:36 AM سبب آخر: تصغير الخط |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لنلقي بذواتنا على اُمّنا، مريم العذراء، أُمّ الرحمة والرأفة |
لنلقي عنا الغضب مع كل حدةٍ وشرٍ |
دخول السّيّد لتطهير الهيكل |
كلمات السّيّد المسيح السّبع |
أحد الشّعانين. مع السّيّد إلى أورشليم!!… |