في الذكرى الـ79 على زواج الملك فاروق بالفريدة

[Mary Naeem]

في الذكرى الـ79 على زواج الملك فاروق بالفريدة

توجت ملكة على مصر بعد أن تزوجت في سن صغيرة وهي ابنة السادسة عشرة من عمرها، حين خطفت قلب ملك مصر الملك فاروق وقتها وجعلته عاشقا ولها يقف أمام منزل والديها يطلب يدها رغم صغر سنها.

في الإسكندرية الجميلة، وفي كنف أسرة عُرف عنها وطنيتها وحبها الشديد لمصر، نشأت الملكة صافيناز ذو الفقار المعروفة بالملكة فريدة، ذلك الاسم الذي اختاره لها الملك.

بذرة الحب

كانت رحلة أوروبا بذرة علاقة الحب بين الملك الشاب والبنت الصغيرة، فهناك استطاعا التقرب لبعضهمها وتَمكن الملك من دراسة ومراقبة صفات عروس المستقبل التي لفتت انتباهه برقتها وأدبها وحيائها بخلاف الفتيات اللاتي كن يتوددن له في كل لقاء.

وحان وقت تنفيذ رغبة القلب ليحيا مع من تمناها معه، ليسرع الملك ويقف أمام منزل محبوبته ويطلب بإلحاح يد نجلة عائلة ذو الفقار الفريدة صافيناز، ورغم صغر سنها استطاع العاشق أن يسحب رد الموافقة من والدها بسهولة.

الزفاف السعيد

كان الملك العاشق كثيرًا ما يفاجأ خطيبته ومحبوبته بهدايا ثمينة وكان على رأسها هدية الخطبة وكانت عبارة عن عقد من ثلاث أفرع مصنوع بباريس من الألماس الأبيض الثمين، بجانب خاتم كان والده الملك فؤاد قدمه للملكة الأم "نازلي"، فضلًا عن الكثير من الهدايا اليومية التي كانت عبارة عن ورد وزهور نادرة وفواكهة طازجة وطيور وأسماك يصطادها بنفسه وغيرها من الهدايا، وتم إعلان الخطبة بشكل رسمي في صيف 1937.

وأقيم العرس الملكي يوم 20 يناير1939 بقصر القبة، وخرجت جموع الشعب تحتفل بالزفاف السعيد، والذي استمر ثلاث ليال وانتشرت أجواء الاحتفالات برا وبحرا وخرج المصريون يحتفلون في الشوارع ونشرت الصحف العربية والعالمية خبر الاحتفالات التي كانت تشبة المهرجانات الشهيرة.

وارتدت العروس فستان زفاف مصنوع بباريس من خيوط فضية والدانتيلا طويل الأكمام، بناءً على طلب الملك لأنه كان شديد الغيرة عليها، كما أهدتها الملكة الأم بمناسبة عقد القران تاجا بوسطه زمردة نادرة وفي أعلاه ماسة بشكل قلب وكانت ثمينة جدًا.

وسافر العروسان لقصر إنشاص حيث الهواء الطلق والهدوء بعيدًا عن الضجيج والزحمة، ليحيا معًا أياما مفعمة بالحب

والود والحنان.

وكان العرف السائد أن يخصص للملك عقب زواجه قصرا مستقلا له ولزوجته بعيدا عن باقي أفراد الأسر، ولكن لم يوافق الملك الشاب على ذلك، وبعد عدة مقترحات استقر الرأي على أن يعيش الملك وزوجته الأولى الملكة فريدة وسط باقي العائلة "الملكة الأم" وشقيقاته في قصر سراي القبة.

الأبناء

أنجبت الملكة فريدة من الملك ثلات فتيات وكانت أسماؤهم تبدأ بحرف الفاء "فريال وفوزية وفادية"، ويقال إن الملكة نازلي كثيرًا ما عابت "الملكة فريدة" لعدم إنجابها ولي العهد الذكر.

الطلاق

وذكرت عدد من الروايات عن عهد الملك فاروق أن كثيرًا ما واجهت الملكة فريدة معاملة سيئة من قبل والدة الملك "الملكة نازلي"، وأخواته البنات.

كما يقال إن الملك فاروق عقب زواجه بفترة توغل الفتور العاطفي له والذي استطاع أن يبعده عن خليلته ويهجرها، وكثيرًا ما كان يسهر ويسافر مع فتيات أخريات ويقضي سهرات عدة خارج نطاق التقاليد والعرف، وحاولت الزوجة البريئة رده إليها بكل السبل ولكنها باءت بالفشل، ما جعلها تغضب وتشعر بالإهانة لكرامتها.

شروط الطلاق

فرض الملك عليها شروطًا ليعطيها حريتها، وكانت عبارة عن إعادة كل الهدايا التي تلقتها منه والتاج الذي كان هدية الملكة الأم لها، وتم الطلاق عام 1948م، وأخذ الملك بناته.

الحياة بعد الطلاق

قامت الثورة 1952، وخرج الملك لمنفاه بإيطاليا طلبت الملكة فريدة المساعدة من الكاتب علي أمين ليكتب خطابًا للرئيس جمال عبد الناصر للسفر لتعيش مع بناتها، وعقب حصولها على الموافقة سافرت ولكن شعرت باليأس لاستقبال بناتها لها بفتور تام وجفاء.

لتعود على الفور مرة أخرى لمصر، وطلبت ملجأ لها لتحيا فيه بعد أن أصبحت سيدة مسنة، وبالفعل أمر لها الرئيس محمد أنور السادات بتخصيص شقة على النيل ولكن لم تحصل عليها، ولكن تم تخصيص لها شقة بالمعادي في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وكان معروفا عنها عشقها للفن والرسم والموسيقى التي غابت عنهم وسط واجباتها الملكية، وهذا ما غمرت نفسها فيه بعد الطلاق، وكانت ترسم اللوحات وتبيعها لتغطي نفقاتها وساعدها خالها الفنان الكبير محمود سعيد في ذلك، وتوفيت وهي بعمر الـ67