رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوموا لنذهب ثم جاء ثالثةً وقال لهم ... قوموا لنذهب (مر14: 41،42)حين جاء الرب مع تلاميذه إلى بستان جثسيماني وقال لهم « نفسي حزينة جداً حتى الموت. امكثوا واسهروا. ثم تقدم قليلاً وخرَّ على الأرض وكان يصلي.. » « ثم جاء إليهم ووجدهم نياماً فقال لبطرس: يا سمعان أنت نائم؟ أما قدرت أن تسهر معي ساعة واحدة؟ إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. ومضى وصلى. ولما رجع إليهم وجدهم أيضاً نياماً إذ كانت عيونهم ثقيلة فلم يعلموا ماذا يُجيبونه. وجاء ثالثة وقال لهم ... قوموا لنذهب ». لقد علم الرب أن تلاميذه حزنوا لأنهم فشلوا في إداء الواجب العظيم الذي كان يهم الرب أن يقوموا به، فناموا في الوقت الذي كان يريدهم الرب أن يسهروا معه. لكن الرب أراد أن يفتح أمامهم باب الأمل والرجاء وبالتالي أن يُظهر لهم تسامحه في ما كان يهمه أن لا يقصروا فيه. فقد كانت توجد أمامهم مسئوليات أخرى تنتظرهم، فلئن كانوا قد قصّروا في واحدة فلا يجب أن يستسلموا لليأس، لهذا ناداهم بالقول « قوموا لنذهب ». ويا له من درس ثمين وواضح، لأنه إن كنا قد فشلنا في واجب، فلا يجب أن نتوقف عند هذا الحد ونستسلم لليأس. فإن كان شاب قد أضاع شبابه فلا يقف خائر العزيمة مُستسلماً للفشل، فإنه توجد أمامه فرص أخرى، ومسئوليات كثيرة تنتظره يستطيع بها أن يعوّض ما فاته. حقاً إن أيام الشباب لا تعوَّض، والسنوات الذهبية لا تعود ثانية، لكن يجب ألاّ يتوقف الواحد منا ويظن أن كل الفرص أمامه قد ضاعت. فصباح النعمة يُشرق بشمسه، فلماذا يقضي الإنسان باقي عمره في ألم وحزن؟ إن باب النعمة مفتوح على مصراعيه لتُرفع الحياة إلى أعلى، حتى إلى الساعات الأخيرة في الحياة. فيجب على الإنسان أن يستفيد من وجوده على الأرض في فرصة حياته، لأن الأبدية التي سيذهب إليها لا مجال فيها للعمل. فقد كانت له فرصة النعمة المعلِّمة والمخلِّصة مجاناً وبلا ثمن. إن الرب ينادي الجميع: مؤمنين نائمين وخطاة غافلين، ومَنْ شغلتهم أمور هذا العالم فصاروا ناسين ساهين ليأتوا إليه فينالوا الغفران والبركة والحياة الأبدية. إن الرب ينادي الجميع بصوت الرحمة والمحبة والحنان قائلاً لهم: ... قوموا لنذهب. |
|